الباحث فؤاد إبراهيم يختصر الوضع بعد صدور “القرارات الملكية” في السعودية: “مملكة سلمانكو وأولاده”
البحرين اليوم – (خاص)
قال مراقبون بأن “القرارات الملكية” التي صدرت في السعودية مساء أمس السبت، ٢٢ أبريل، تُعيد التأكيد على “الوضع غير المستقر” في البلاد واحتدام “صراع الأجنحة” داخل أسرة آل سعود، حيث صدرت تعيينات جديدة وعزل آخرين في وقت تُعاني فيه البلاد من أزمات اقتصادية، كما توجَّه إليها إدانات بسبب انتهاكاتها المتواصلة لحقوق الإنسان داخل البلاد، وارتكاب جرائم حرب في اليمن.
ومن بين القرارات التي صدرت مساءاً: إعفاء قائد القوات البرية من منصبه، ويعين مستشاراً بمكتب وزير الدفاع. وإعفاء عبدالله بن فيصل بن تركي سفير لدى الولايات المتحدة، وتعيين خالد بن سلمان بن عبد العزيز سفيراً في واشنطن. وتعيين عبدالعزيز بن سلمان وزير الدولة لشؤون الطاقة بمرتبة وزير. وتعيين أحمد بن فهد بن سلمان نائبا لأمير المنطقة الشرقية بالمرتبة الممتازة. وإعفاء عادل الطريفي من منصبه وتعيين عواد بن صالح العواد وزيرا للثقافة والإعلام. وإعفاء خالد بن عبدالله العرج من منصبه والتحقيق معه.
ووصف الباحث والمعارض فؤاد إبراهيم قرارات الملك السعودي بأنها تختصر وضع البلاد في “مملكة سلمانكو وأودلاده”، بحسب تعبير إبراهيم الذي قال بأن الملك “يريدها سلمانية والباقي مجرد أتباع”، فيما اعتبر القرار بإعادة العلاوات والمكافآت بأنها “رشوة مؤقتة”.
ووضع إبراهيم القرارات الجديدة في سياق الصراع الدائر داخل البيت السعودي ولاسيما بين “المحمدين” ابن سلمان وابن نايف، وأكد بأن سلمان “بدأ يحفر” لولي العهد محمد بن نايف وأخيه سعود، وذلك بعد استحداث مكتب الأمن الوطني، وبعد تعيين حفيده نائباً للمنطقة الشرقية.
وعلى صعيد خارجي، أوضح سلمان بأن سلمان حوّل العلاقة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “إلى عائلية”، وذلك بعد إعلان تعيين ابنه خالد سفيرا في واشنطن. وذكر بأن هذا القرار جاء بالتنسيق مع ترامب نفسه، حيث حُسم الأمر بعد الزيارة الأخيرة لوزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس إلى الرياض، وقال إبراهيم “لولا موافقة (ترامب على خالد بن سلمان) ما كان قَبِلَ البيت الأبيض به سفيرا”. علما أن خالد لم يسبق له ممارسة أي عمل سياسي، ولم يكن له حضور معروف في المسرح الدبلوماسي أو الدولي. وقد تخرج برتبة ملازم طيار في ١٤ مارس ٢٠٠٩م.
وسخر إبراهيم بشأن القرار السعودي بإقالة خالد العرج، وقال بأنه ليس “وحده المذنب في مملكة سلمانكو”، وأوضح بأن الصحافة التابعة لآل سعود انشغلت بإعفاء العرج ومحاكمته؛ من أجل “صرف انتباه الرأي العام عن تعيين أطفال سلمان في مناصب حساسة”، بحسب وصفه.
(مجتهد): انتظروا الأسوأ
وبدوره قال صاحب الحساب الشهير على موقع تويتر (مجتهد)، بأن قرار إعادة البدلات والعلاوات هي توطئة “للأسوأ”، متوقعاً صدور قرارات بفرض ضرائب جديدة، وارتفاع أسعار الخدمات والوقود، وإلغاء الدعم من المواد الأساسية.
وبشأن إنشاء مركز الأمن الوطني الجديد، والذي يخضع للديوان الملكي مباشرة، قال (مجتهد) بأنه “سيكون وسيلة قص أجنحة (وزارة) الداخلية” التي يديرها محمد بن نايف، واعتبر ذلك مقدّمة لطرد الأخير، حيث يتحدث المحللون عن “صراع أجنحة مرير” بينه وبين محمد بن سلمان. كما وضع (مجتهد) – المعروف بتسريباته لما يجري داخل دهاليز آل سعود – اختيار شقيق محمد، خالد، سفيرا في واشنطن في إطار الترتيبات التي يعمل عليها محمد بن سلمان “لضمان علاقة مغلقة مع ترامب، دون وسيط آخر من الأسرة”، وذلك لشقّ طريقه نحو العرش السعودي.