الإعلام العالمي يتفاعل مع قضية عائلة الوداعي بعد دعوة الأمم المتحدة لإطلاق سراحهم
البحرين اليوم-صحافة
تداولت وكالات أنباء وصحف عالمية قضية اعتقال عائلة الناشط الحقوقي سيد أحمد الوداعي. ونشرت رويترز خبرا تفصيلاً عن خبراء في الأمم المتحدة دعوا السلطات في البحرين إلى إطلاق سراح والدة زوجة الوداعي وإبنها سيد نزار وابن أخيها محمود. واعتبر الخبراء أن اعتقالهم جاء بدوافع انتقامية بسبب النشاط الحقوقي لمدير معهد البحرين للحقوق والديمقراطية ( BIRD) في لندن. وتوصلت اللجنة المؤلفة من خمسة خبراء أن اعتقالهم يُعد “انتهاكا خطيراً لحقوقهم في الحصول على محاكمة عادلة وإجراءات قانونية ملائمة”.
وتناولت وكالة “الأسوشيتد برس” تقرير الخبراء في لجنة الاعتقال التعسفي، موضحة أن السلطات في البحرين قد رفضت الإقرار باعتقال عائلة الوداعي بسبب نشاطه، غير أنهم لم يقدموا أدلة إدانتهم للمعتقلين. ووصف تقرير الخبراء بأن هذا الإعتقال التعسفي “ يرقى للجرائم ضد الإنسانية”.
وقد اهتمت صحيفة التايمز البريطانية بالخبر، وأشارت إلى دور الحكومة البريطانية في دعم النظام في البحرين، حيث تقوم بتدريب الأجهزة الأمنية وإداراتها. وتستخدم الحكومة البريطانية أموال دافعي الضرائب لهذه المشاريع التي لم يتمخط عنها إلا مزيد من القمع كما تؤكد ذلك التقارير الدولية للمنظمات الحقوقية.
وكشفت الصحيفة عن انحياز الحكومة البريطانية لادعاءات البحرين، حيث أصر وزير الدولة للشؤون الخارجية (ألستر بيرد) على أنهم “ تلقوا تأكيدات من السلطات في البحرين بإن اعتقال عائلة الوداعي ليس له علاقة بنشاطه”. وانتقد نائب مدير منظمة “ريبريف دان دولان الحكومة البريطانية مطالبا بإعادة تقييم موقفها خاصة بعد تقرير خبراء الأمم المتحدة.
وقال دولان أنه “ لا يمكن أن يكون التناقض بين أدلة الأمم المتحدة الواضحة وردود الحكومة البريطانية الضعيفة” وقد وصفها ب”المشوشة”.
ونقلت التايمز البريطانية عن السيد الوداعي قوله أنه “ من الصعب عليّ العيش بحرية عندما أعرف أن آخرين في السجن بسببي”. وأبدى الوداعي أمله في أن “ يؤثر هذا القرار من الخبراء في الأمم المتحدة لإنهاء العذاب عن عائلتي وإطلاق سراحهم.
من جانبه فقد سلط تلفزيون العربي الضوء على قصة اعتقال عائلة الوداعي، وأفردت القناة تقريرا متلفزا عن بعض التفاصيل، كما أجرت مقابلة خاصة لنقاش الموضوع مع السيد أحمد الوداعي.
وكانت كلُ من جريدة الغارديان البريطانية وعدد من الفضائيات قد أثارت موضوع عائلة الوداعي، مستعرضة أجواء القمع الذي يتعرض له النشطاء في البحرين وذويهم بسبب نشاطهم.
وصمت وزارة الداخلية في البحرين الوداعي “بالإرهابي” في ردها على دعوة الخبراء المستقلين في الأمم المتحدة بالإفراج عن عائلته. وقد علق الباحث السابق لملف الشرق الأوسط في منظمة هيومن رايتش ووتش على بيان الداخلية مبديا ” الفخر بأن يدعو السيد أحمد الوداعي كصديق”. وكتب ( نيكولاس ميغاهن) في حسابه على تويتر ” أو وزارة الداخلية في البحرين وبحسب الوثائق ” ملهمين للإرهاب”.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن السلطات الأمنية في البحرين كانت قد اعتقلت زوجة الوداعي أيضا، أثناء مغادرتها مطار البحرين متوجهة إلى لندن قبل ثلاث سنوات. وقد تم الاعتداء عليها في حرم المطار، وسحب رضيعها منها، ثم تم تهديدها آنذاك بالإنتقام من عائلتها بسبب نشاط زوجها. ورغم أن زوجة مدير معهد البحرين لحقوق الإنسان (دعاء الوداعي) قد تمكنت من مغادرة البحرين، إلا أن السلطات قد حكمت عليها غيابيا بالسجن مدة شهرين بعد أن ألصقت بها تهمة الاعتداء على الشرطة.
ويعيش السيد أحمد الوداعي في العاصمة البريطانية بعد أن حصل على اللجوء السياسي فيها. ويحظى الوداعي بعلاقات وثيقة مع المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان. وكان أكثر من نائب في البرلمان البريطاني قد أثار خلال السنتين الماضيتين موضوع اعتقال عائلة الوداعي في البرلمان. وسبق أن وقع ٨٢ نائبا عريضة تطالب بالإفراج الفوري عنهم.