علي مشيمع – ناشط سياسي بحراني
الخليفيون هم أكثر العارفين بالظلامة التي حلت على الشباب المحكومين ظلما وعدوانا بالإعدام. وهم أكثر منْ يعلم ببراءتهم من تهمة قتل المرتزق الإماراتي براءة الذئب من دم يوسف كما صرح بذلك الأستاذ البطل عباس السميع، حيث كشف بأن المخابرات قالوا له صراحة “أننا سننسب لك تهمة القتل لأنك في حساباتنا يفترض أنك صُفيت“. ولقد تفنن الخليفيون بتعذيب الشباب تعذيبا يهز الجبال ويفطر الصخر الأصم لنزع الاعترافات الكاذبة الزائفة والمفتراة.
تنفيذ الإعدام بعد مصادقة الديكتاتور حمد الخليفة سيشرعن قتل المرتزقة في البحرين، بل سيدفع البعض إلى التفكير الجدي في تعقب المصالح الخليفية المادية والبشرية. ذلك لأن الإعدام جريمة قتل واضحة المعالم والمسؤول عنها محدد ومشخص، وهي أداة جديدة يلجأ لها النظام الخليفي بعد أن اطمأن من استمرار الغطاء السياسي الغربي، والمساندة الخليجية. وبعد يأسه وفشله وعجزه أمام الثورة المباركة المجيدة وهي تدخل عامها السادس.
صحيح أن الشعب البحراني غير معتاد على السلاح، وهو ليس في وضع متكافىء على المستوى المادي مع النظام الذي يستند على قواعد الإستعمار في البحرين، وقوات الإحتلال المتعددة الجنسيات؛ لكن استرخاص دماء الأبرياء بعد تعذيبهم سيولّد بالتأكيد ردات فعل إنتقامية، وعدم وجود التكافؤ المادي لا يعني بالضرورة عدم وجود الإمكانية في الرد. ففي فلسطين، مثلا، سُجلت حالات ثأر كثيرة “بالسكاكين” والدهس بالشاحنات، ودفع كثير من الشباب الفلسطيني حياته من أجل الأخذ بالثأر لشعبه.
الصورة متشابهة في البحرين مع بعض الفوارق، ولجوء البحرانيين للإنتقام وارد بل مؤكد ( وإن تأخر) في ظل هذه الأوضاع المزرية التي يُعتقل فيها العلماء، ويُساق الشباب لمقاصل الإعدام، وتُستباح فيه البيوت، وتُستهدف فيه الشعائر والرموز الدينية.
ذاكرة البحرانيين عامرة بمشاهد الجرائم الخليفية، والجميع يتذكر أكاذيبهم وأضاليلهم لتسويق إرهابهم. نتذكر كذبة قطع لسان المؤذن، كما لم ينس المواطنون مشاهد الآليات العسكرية وهي تسوّي المساجد بالتراب، وحوادث القتل في الطرقات تعذيبا حتى الموت، وغيرها. لذلك على النظام أن يعي أن مصالحه، ومرتزقته الخليجيين وغيرهم، سيكونون عرضة للقتل، وهو المسؤول الأول عن شرعنة هذا النهج.
لن يعوض تنفيذ الإعدام من هزيمة الخليفيين في عملية هروب السجناء الناجحة مطلع العام الجاري، ولن يعيد الإعدام للنظام هيبته المفقودة أصلا، ولن يكون سببا لتركيع الناس، بل سيكون أكبر سبب لتثويرهم وإغضابهم، ودفعهم لاتخاذ نهج المقاومة المفتوحة الصلبة والقوية لرد الظلم ودفع العدوان وردع المعتدي.
(وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْس بِالنَّفْسِ وَالْعَيْن بِالْعَيْنِ وَالْأَنْف بِالْأَنْفِ وَالْأُذُن بِالْأُذُنِ وَالسِّنّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوح قِصَاص)