ساهر عريبيمقالات
الإرهاب السعودي من الكرّادة إلى نيس!
البحرين اليوم-(خاص)
فُجِع العالم في وقت متأخر من ليلة يوم أمس الخميس، بسماع أخبار العملية الإرهابية التي نفّذها فرنسي من أصول تونسية اسمه محمد لحوايج بو هلال. عملية تحمل بصمات تنظيم داعش الإرهابي الذي يتفنّن في استهداف الحياة وبوسائل وأساليب تمثل خلاصة الوحشية والبربرية عبر التاريخ.
ذبحٌ وصلب وحرقٌ وإغراقٌ في الماءِ ودهسٌ بالمركبات العسكرية وتفجيرٌ بالديناميت وأخيراً دهسٌ بالشاحنات لمحتفلين بذكرى تحرير سجن الباستيل في مدينة نيس الفرنسية.
تأتي هذه العملية التي أسفرت عن سقوط أكثر من 80 قتيلا بعد مرور بضغة أيام على الفاجعة التي ألمت بحي الكرادة وسط العاصمة العراقية بغداد.قرابة ال 300 شهيدٍ سقط جراء تفجير مركز تجاري كان عامرا بالمتسوقين استعدادا للإحتفال بعيد الفطر السعيد. لكن اعداء الحياة من خريجي مدرسة ابن تيمية وابن القيم الجوزية ومحمد بن عبدالوهاب، لا هم لهم اليوم سوى قتل الحياة ونشر الرعب في مختلف بقاع الأرض.
همجٌ متخلفون تشبّعت عقولهم بالفكر الوهابي التكفيري الذي تضخّه في رؤوسهم الفارغة وسائل الإعلام السعودية والمناهج الدراسية، والمؤسسة الوهابية التي يصدر شيوخها الفتاوى التي تكفر كل من يخالف قرائتها المشبوهة للدين الإسلامي الحنيف. فهي تحضّ على قتل المخالفين ممن تسميهم روافض ونصارى ومرتدّين.
وأما آل سعود فلايخفون دعمهم المالي والعسكري للجماعات المتطرفة في سوريا سعياً لإسقاط النظام السوري وإحلال الديمقراطية في بلاد الشام وبعد ان نجحوا في نشرها في الجزيرة العربية واعطوا شعب الجزيرة كامل الحرية في انتخاب ملكه وحكومته! هذه الجماعات نشطت في نشر الفكر التكفيري المتطرف بين صفوف الشباب المسلم في اوروبا المنعزل عن محيطه الأوروبي.
وممن ساعد هذه المجاميع، هي الحكومات الأوروبية التي أعطت هذه الجماعات كامل الحرية في نشر هذا الفكر الإقصائي وتجنيد الشباب للقتال في سوريا من أجل إسقاط النظام السوري. وهذه الحكومات الأوروبية غضّت الطرف عن الثقافة التي تروّج لها المدارس والمساجد التي تمولها السعودية في اوروبا والتي لا تروج إلا لمفاهيم التطرف والكراهية.
إلا أنه وبالرغم من سلسلة الهجمات الإرهابية التي ضربت فرنسا وبلجيكا مؤخراً فلاتبدو الحكومات الأوروبية بصدد اتخاذ إجراءات ضد السعودية لحملها على تغيير منهجها التدميري، بل إنها تعزز من علاقاتها معها بعد كل تفجير إرهابي!!
وأما السر الكامن وراء ذلك فهي صفقات الأسلحة التي يبرمها العالم الغربي مع آل سعود والتي تستخدم لإضعاف العالمين العربي والإسلامي. فقد احتلت السعودية المرتبة الثانية عالميا على صعيد استيراد الاسلحة فيما احتلت حليفتها الإمارات المرتبة الرابعة. ولذا فإن الحكومات الغربية التي تحذّر من خطر الإرهاب، لا تبدو في قرارة نفسها مكترثة للعمليات الإرهابية وهي ليست بصدد القضاء على جذور الموجة الإرهابية، لأن هذه العمليات وهؤلاء الضحايا ليسوا سوى آثار جانبية لتحالفها الإستراتيجي مع السعودية وهي آثار يمكن استيعابها بل وتوظيفها لتحقيق أهداف أخرى تخدم آل سعود!