استنكار ل”رثاء” وزير الخارجية الخليفي مجرم الحرب “بيريز”.. وإبراهيم شريف: “إذا لم تستح فافعل ما شئت”
المنامة – البحرين اليوم
شنّ معارضون بحرانيون هجوما واسعا على وزير الخارجية الخليفي، خالد الخليفة، بعد نشره “رثاء” للرئيس الصهيوني السابق شيمون بيريز المعروف بارتكابه جرائم عرب بحق الفلسطينيين والعرب على مدى العقود الماضية. وكان لافتا أن الاستنكار أخذ مساحة أكبر في أوساط السياسيين الديمقراطيين، واتسم بلغة “مباشرة” واستهجان واضح.
ونشر الوزير الخليفي تغريدة وصف فيها بيريز برجل “الحرب والسلام”، ودعا له بالرقاد ب”سلام” بعد إعلان موته أمس الأربعاء، ٢٨ سبتمبر، وهو ما اعتبره المعارضون والمواطنون في البحرين “إهانة لدماء الشهداء الذين يقف وراءها مجرم الحرب بيريز”.
وعلق القيادي في المعارضة إبراهيم شريف على “رثاء” الوزير وقال إن المطبّعين “يتسابقون على رثاء القاتل المحتل، وأحد مؤسسي دول الكيان العنصري باعتباره رجل سلام”، وأضاف شريف “وفي الحديث النبوي (إذا لم تستح فاصنع ما شئت)”.
شريف، الأمين العام السابق لجمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد)، وأحد القيادات الذين اعتقلوا بداية مارس ٢٠١١م، وأُفرج عنه في يوليو الماضي بعد اعتقال آخر لمدة عام، ربط “رثاء” الوزير بالوضع غير الديمقراطي في البحرين، وقال “عندما لا تكون لديك حكومة منتخبة، وبرلمان كامل الصلاحية، ومحاسبة جادة للوزراء؛ تكون النتيجة تغريدة الوزير، وغزل اللوبي الصهيوني، لترضى عنا أميركا”.
أمين عام الجمعية، رضي الموسوي، وصف “رثاء” بيريز بأنه أمر “معيب”، وربط “الهرولة” لتقديم التعازي بقانون “جاستا” الذي أقره الكونغرس ومجلس النواب الأميركي لملاحقة السعودية على خلفية هجمات ١١ سبتمبر، وأكد بأن “شعب البحرين يرى في بيريز قاتلا ومجرم حرب ينبغي محاكمته بمحكمة العدل الدولية، ومن يقول غير ذلك لا يمثل الشعب البحريني وعليه الاعتذار”،
رئيس اللجنة المركزية في جمعية (وعد)، يوسف الخاجة، شن بدوره هجوما على الوزير، وخاطبه “طول عمرك صاحب واجب.. بس للأعداء”، وتساءل الخاجة وهو يتوجه للوزير: “ما الفرق بين من يرفرف علم العدو الصهيوني فوق سفارة في بلده، وبين من يرفرف في قلبه”.
رئيس شورى جمعية الوفاق (المغلقة) السيد جميل كاظم عبر بدوره عن الاستنكار لما نشره الوزير الخليفي، وأكد بأن “بيريز مجرم حرب” ووصف “الترحم عليه” والمسارعة لرثائه والمشاركة في جنازته بأنه “من الهوان” الذي يُراد منه “كسب ود الأعداء”.
وقال كاظم إن “محاولة بعض المسؤولين في العالم الإسلامي بتحويل قبلة الصراع مع الكيان الصهيوني الغاصب إلى وجهة طائفية أو أثنية أو مصلحية في الأمة؛ لن تفلح”، وشدد على أن “الكيان الصهيوني” لن يتحول “إلى صديق حميم في وعي الشعوب التي لها خياراتها”.
وقد عبر المدونون في البحرين عن “استياء” واسع ضد الوزير الخليفي، مشيرين إلى أن “تعازيه” بموت بيريز يؤكد العلاقة بين النظام الخليفي وإسرائيل، وهي علاقة أفصح عنها الحاكم الخليفي، حمد عيسى، في تصريحات سابقة خلال لقائه لعدد من الحاخامات اليهود في المنامة، كما أكد مسؤولون إسرائيليون هذه العلاقات، مشيرين إلى أن تل أبيب تدعم الكيانات الخليجية “المعتدلة” في السعودية والبحرين في مواجهة “الخطر الإيراني”.