احتجاجات شعبية غاضبة تُجبر النظام على تأجيل محاكمة الشيخ قاسم.. وناشطون: “انتصار لإرادة الشعب”
المنامة – البحرين اليوم
شهدت مناطق البحرين مساء أمس السبت، ٦ مايو ٢٠١٧م، احتجاجات شعبية وثورية غاضبة تنديداً بمحاكمة آية الله الشيخ عيسي قاسم التي عُقدت اليوم الأحد وقررت المحكمة الخليفية تأجليها إلى ٢١ من الشهر الجاري.
وتواصلت الاحتجاجات حتى صباح اليوم، واحتشد المواطنون في موقع الاعتصام المفتوح ببلدة الدراز المحاصرة، وارتفعت التكبيرات بين المعتصمين بالتزامن مع إعلان المحكمة مدّ أجل جلسة الحكم ولذلك للمرة الثانية، فيما أكد ناشطون بأن قرار التأجيل يمثل “انتصارا لإرادة الشعب” في إشارة إلى “إعلان النفير العام” الذي شهدته البلاد عشية المحاكمة، وتحذيرات القوى الثورية والمرجعيات الدينية من “مغبة إصدار أي حكم ضد الشيخ قاسم”.
وبالتزامن مع انعقاد المحكمة، انتشرت الآليات والقوات العسكرية في محيط مبنى المحكمة بالمنطقة الدبلوماسية في العاصمة المنامة، كما لوحظ انتشار واسع للمركبات الخليفية في محيط بلدة السنابس، إضافة إلى تشديد الحصار على بلدة الدراز والمفروض عليها منذ شهر يونيو الماضي، كما رُصد تحليق مروحي حول موقع الاعتصام بالبلدة.
وبالتوازي مع التظاهرات الحاشدة التي شهدتها مناطق البلاد، نفذت المجموعات الثورية عمليات احتجاج ميدانية بقطع الشوارع بالإطارات المشتعلة، كما اندلعت اشتباكات “شديدة” بين المتظاهرين الغاضبين والقوات الخليفية التي تمركزت في محيط البلدات وعمدت إلى قمع التظاهرات وملاحقة المواطنين المشاركين فيها.
ويقول مراقبون بأن تلبية المواطنين لنداءات النفير العام مساء أمس، والاحتشاد في الشوارع بالأكفان؛ “أعطى رسالة واضحة على جدية الموقف الشعبي في الدفاع عن الشيخ قاسم”، كما أثبت “النفس الطويل الذي لا يزال يحافظ عليه المواطنون رغم القمع والتهديدات الخليفية”.
وثمن ناشطون “المقدرة الشعبية علي تسجيل الموقف الحاسم في الساحات”، ولاسيما بعد الإنذار الأخير الذي أعلنته القوى الثورية المعارضة في بيانها أمس، والذي أكدت فيه بأن أيّ حكم سوف يصدر ضدّ الشيخ قاسم “هو حكم باطل وسياسيّ انتقاميّ” وحذّر بيانُ القوى النظامَ “من ارتكاب أيّ حماقات دمويّة ضدّ أبناء شعبنا الذين سيهبّون في مختلف الساحات للدفاع عن سماحة الشيخ إلى حدّ الموت”، وأضاف البيان بأن “المساس بسماحة الفقيه في حال أصدرت المحاكم الخليفيّة حكمها ضدّه سوف يكون له تداعيات بالغة الخطورة داخل البحرين وعلى مستوى الإقليم، وسيفتح الخليفيّون بذلك على أنفسهم معركة كبرى لن يخرجوا منها إلّا مهزومين مدحورين، وسيُنقلون من قصورهم إلى قبورهم وبئس المصير”، بحسب ما جاء في البيان.