“إنترسيبت”:بعد إعدام النمر… السعودية تشغّل ماكينة علاقاتها العامة في امريكا
كتب “لي فانغ” و “زيد جيلاني” مقالا في “إنترسيبت” بعنوان “ بعد إعدام منتقدٍ للنظام, السعودية تشغل ماكينة العلاقات العامة الأمريكية”.
الكاتبان تطرقا في مقالهما الى ما سماه “بالتحرك السريع” للسعودية بعد إعدام الشيخ النمر لصياغة كيفية تغطية الخبر في الولايات المتحدة الأمريكية والتأثير على الرأي العام الأمريكي.
وأكد الكاتبان على أن السعودية تحاول ضخ دفعة فعالة وبشكل خاص في وسائل الإعلام الأمريكية لتبرير عملية إعدام النمر.
وأوضحا أن حسابات وسائل الإعلام الاجتماعية التابعة لجماعات الضغط الأميركية السعودية “ضخّت ” وباللغة الانكليزية كمّا كبيرا من التغريدات وأشرطة الفيديو والرسوم التي تعكس مصالح النظام السعودي.
وأشارا إلى مقال ل “ناهال توسي” على سبيل المثال تعاطى فيه الكاتب مع إعدام النمر من ثلاثة مصادر، وهي وزارة الخارجية الأمريكية التي قدمت ردّا “صامتا”، والحكومة السعودية، ومحلل سياسي دافع عن الإعدام واعتبره بمثابة “رسالة تستهدف نشطاء المملكة العربية السعودية نفسها بغض النظر عن طائفتهم.”
المقال أشارا إلى أن المحلل السياسي المدعو فهد ناظر كان يعمل سابقا محللا سياسيا في السفارة السعودية في واشنطن.
وأما صحيفة واشنطن بوست فنقلت عن المستشار تيودور كاراسيك المحلل في شؤون الخليج قوله إن إعدام المتهمين “رسالة قوية بأن السعودية عازمة على الوقوف في وجه منافستها الإقليمية”. وكاراسيك هو كاتب في قناة العربية التي تملكها السعودية.
نشرت صحيفة وول ستريت جورنال مقالا نقلت فيه نقلا عن جوزيف برود من معهد أبحاث السياسة الخارجية قوله أن الشيخ نمر كان متطرفا عنيفا دعا إلى “الخيار العسكري” ضد المملكة السعودية. ولكن كما أفاد صحافيون ومحررون من صحيفة كريستيان ساينس مونيتور، الجارديان، بي بي سي، فإن الشيخ النمر دعا إلى اللاعنف وشجع أتباعه على الاحتجاج سلميا. ولم يقدم برود أي دليل على مزاعمه.
برود هو أحد المساهمين في عدد من وسائل الإعلام المملوكة للسعودية، بما في ذلك قناة العربية و مجلة المجلة المملوكة من قبل أحد أعضاء العائلة المالكة السعودية.
وتطرق المقال إلى ذكر عدد من مجموعت الضغط السعودية مثل مجموعة “كورفيس” و ” تاركيتيد فيكتوري” وهي شركات لوسائل التواصل الإجتماعي أسسها استراتيجيون جمهوريون، للمساعدة في دعم جهود السفارة السعودية لنقل صورة إيجابية عن السعودية.
وقال الكاتبان إن “الحكومة الأمريكية ومن الواضح غير حريصة على الإبتعاد عن حكومة توددت إليها ادارة الرئيس أوباما بكلمات الحارة وأكثر من 90 مليار $ من مبيعات الأسلحة”.
واعتبرا أن الحملة الدبلوماسية المموّلة من السعودية وفّرت مساحة لتلك “الإستجابة الصامتة لإعدام النمر”.
وأشار المقال إلى البيان الذي صدر بعد إعدام الشيخ النمر والذي تجنبت فيه وزارة الخارجية الأمريكية أي إدانة، ولكن عبرت ببساطة عن قلقها من “أن إعدام رجل الدين الشيعي البارز والناشط السياسي نمر النمر يخاطر بتفاقم التوترات الطائفية في الوقت الذي تبدو فيه الحاجة ماسة لخفضها”.