إلغاء رحلة ثانية لمجموعة من البحرانيين العالقين.. وحياة كثير منهم في دائرة الخطر الحقيقي
البحرين اليوم- طهران
بشكل مفاجأ ودون سابق إنذار تم إلغاء رحلة طيران مساء أمس ( الإثنين 23 مارس) كان من المقرر أن تقل عددا من البحرانيين العالقين في إيران منذ قرابة الشهرين. وعزت الجهات المعنية بتسيير الرحلة السبب لسوء الأوضاع الجوية، الأمر الذي لم يقنع العالقين وذويهم في البحرين نظرا لأن الأجواء لم تكن لتشكل أي خطورة على الطيران.
وكانت عشرات من المواطنين البحرانيين وأغلبهم كبار في السن ومرضى قد أنهوا إجراءات السفر في مطار مشهد الدولي، ليفاجأوا بعد ذلك بخبر إلغاء الرحلة، دون تأكيد على موعد آخر لاستئنافها. وتناقلت وسائل التواصل الإجتماعي صورا لبعض كبار السن وهم ينقلون في كرسي متحرك بعد تدهور أوضاعهم الصحية والنفسية نتيجة الإنتظار والمماطلة لإرجاعهم إلى البحرين.
في ذات السياق قالت هيئة الرصد بتيار الوفاء بأن العالقين في مدينة مشهد بإيران “يعيشون أوضاعاً نفسية صعبة بسبب طول مدة المكوث في الغربة بعيداً عن الأهل، وفي ظل تخلي الدولة عن مسؤوليتها، وأجواء الاحترازات الطبية التي يخضعون لها”.
وكشفت هيئة رصد الوفاء عن أن العالقين ” محاصرين في غرف مغلقة معظم وقتهم بسبب الوضع القائم في إيران، حيث تخضع المدينة لإجراءات وقائيّة استدعت إغلاق الحرم الرضويّ وإغلاق المحال التجارية”، وهو مافرض على المسافرين عدم القدرة على مغادرة أماكنهم والبقاء في أوضاع نفسية وصحية صعبة وخطيرة للغاية.
وخلال أقل من عشرة أيام توفي 5 من العالقين في مدينة مشهد قبل أسبوع، فيما نُقل الحاج عبدالنبي عبدالله (85 عاماً) إلى المستشفى بعد تدهور حالته الصحية والنفسية ، وعدم قدرته على تناول الطعام والشراب، وتناقص ملحوظ في وزنه اضطر، وفقدانه التركيز والذاكرة.
وإلى جانب الحاج عبد النبي، يعاني آخرون من أمراض مزمنة في ظل نفاذ أدويتهم، وعدم وجود وصفات لأدوية مناسبة في إيران بسبب الحصار الأمريكي الذي أدخل البلد في أزمة صحية خطيرة.
وبينما سارعت حكومة الكويت وعمان بإجلاء مواطنيها من إيران بعد أيام من إعلان الأخيرة عن أول حالات الإصابة بفايروس الكورونا قبل أكثر من شهر، فإن حكومة آل خليفة تخلت عن مسؤوليتها وأحالت ملف العالقين إلى إدارة الأوقاف الجعفرية في تعامل طائفي واضح، وعدم اكتراث لأوضاع المواطنين.
وحمل القيادي البارز في المعارضة البحرانية الدكتور سعيد الشهابي آل خليفة مسؤولية وفاة خمسة مواطنين بسبب فشلها فيأداء واجبها. فيما اعتبر القيادي في جمعية الوفاق الدكتور جلال فيروز تعامل الحكومة الخليفية بأنه طائفي، متسائلا عن مبررات إحالة ملف العالقين للأوقاف الجعفرية، وصرف أموال من الأوقاف لمتابعة الموضوع مع وجود بند للطوارىء مثبت في موازنة الدولة!
وتوجد مخاوف شديدة لدى العالقين من أن تسويف النظام الخليفيّ من تحمل مسؤوليته قد يؤدي إلى كوارث أخرى في صفوف العالقين خصوصاً مع تزايد الانهيارات النفسية عدنهم.
و نفى الناطق الرسمي باسم حركة حق الأستاذ عبدالغني الخنجر أن يكون سبب الإلغاء يعود لحالة الطقس، مؤكدا أن الطيران في مطار مشهد لم يتوقف طوال اليوم.
يذكر أن وزيرة الصحة أعلنت أمس الأحد أنه سيتم إجلاء الدفعة الثانية من البحرينيين العالقين إيران على مراحل، لوحظ عليها الارتباك الشديد معقبة بـ «الله يسهل وتتيسر الأمور».