البحرين اليوم – (خاص)
حسين كاظم
كاتب من البحرين
يعلم تمام العلم كتّاب ما سُمي “إعلان البحرين” الذي أعلن عنه في العشر الأواخر من شهر رمضان، لكي لا يُناقش مناقشة عميقة، أن الدول النافدة في البحرين كأمريكا وبريطانيا والسعودية يفضلون كفة آل خليفة على كفة الشعب. هذه ليست معلومة جديدة أو سرية أو معقدة لا يحلها أو يكتشفها إلا الراسخون في العلم، إنما هي بديهية يعرفها الصغير والكبير في البحرين.
فالجانب الدولي “المخطوف أمريكياً” لا يمكن أن يدفع باتجاه “تسوية عادلة” تنصف الضحايا وتعوض المتضررين وتزيد من الشراكة الشعبية في الحكم حتى ولو بالنسخة الأدنى للصيغ المطروحة، وعليه من حق الناس أن تسأل: لماذا طُرح هذا الإعلان من قبل ما تبقى من جمعية الوفاق؟
أميل إلى الجواب القائل بأن هذا الإعلان هو “بدل فاقد”، طُرح في فترة شحّت فيه الطروحات السياسية في مقابل “الطرح الثوري” الذي تتبناه بعض فصائل المعارضة. والدليل أنه بدل فاقد، هو عدم وجود الجديد في الإعلان سوى السقف الأخفض من سقوف سابقة طرحتها الجمعيات الرسمية (قبل حلها)، بل لا يوجد سقف أصلا فيما طرحه الإعلان، لأنه مجموعة عن مبادئ حقوقية مطعمة بنكهة سياسية.
هذا عدا عن الإشكالات الفنية للطرح، فالإعلان السياسي أبداً لا يمكن أن يكون من طرف واحد/ وحيد، بل هو -مفهومياً- يُطرح من قبل جماعات متعددة تتفق بعد مجموعة من التفاهمات على صيغة الإعلان، إضافة لذلك عدم فهم الشارع للمحصلة من هذه الوثيقة.
ربما النجاح الذي يرنو له صناع “إعلان البحرين” هو تحريك المياه الراكدة، فإن الركود السياسي في سماء الجمعيات (التي لا صفة رسمية لها حاليا) متأتٍ من طبيعة التعاطي مع الجانب الرسمي، الذي لولاه لكان من الممكن أن يعيد المعنيون في تلك الجمعيات (المنحلة) إنتاج خطابهم بما يتوافق وحجم الهجمة “الشرسة” التي يمارسها الخليفيون ضد كل صوت معارض بمختلف توجهه وانتمائه.
الوطن المنهك من سُرّاق وسفاحين، يحتاج لواقعية تعلو على واقعية ما يطلبه الإمبرياليون، عدا ذلك فهو حشو.