البحرين اليوم-المنامة
يشهد سجن جو المركزي، سيء الصيت، حالة طوارئ غير مسبوقة عقب اعلان أكثر من 500 سجين رأي اضرابهم المفتوح عن الطعام، رفضاً لتجاهل السلطات الخليفية مطالبهم المحقة كالرعاية الصحية واحياء الشعائر الدينية وفترة التشمس والزيارات العائلية وغيرها من المطالب البديهية والضرورية لأي سجين.
وتضامناً مع ثورة السجناء، توسعت التحركات الخارجية ففي لندن شرع نشطاء ومعارضون في الإضراب عن الطعام لمدة 24 ساعة أمام السفارة الخليفية، تعبيراً عن مساندتهم ووقوفهم الوفي إلى جانب الأسرى المناضلين.
وعقب انتهاء الإضراب المحدد، وجّه السيد أحمد الوداعي، مدير معهد البحرين للحقوق والديمقراطية، رسالة عبر الشرطة البريطانية إلى السفارة الخليفية معلنا “إننا سنعود للاعتصام قريبا، اذا ما استمر اضراب مئات السجناء، وفشلت السلطة في تحقيق مطالبهم.”
ومن جهته، جدد الناشط علي مشيمع، نجل المعتقل الرمز الأستاذ حسن مشيمع، في الاعتصام أمام السفارة، المطالبة بحرية السجناء السياسيين “فضلاً عن حقوقهم الإنسانية البديهية كالعلاج والرعاية الصحية اللازمة، مؤكداً أن هذه الخطوة الأولى، وستتبعها خطوات تصعيدية في الأيام القادمة”.
وأضاف مشيمع، في تصريحٍ له عبر حسابه على تطبيق “اكس”، ” لن نترك أسرانا وحدهم وسنكون صوتاً لهم ونقف معهم قلباً وقالباً ان شاء الله”.
ومن برلين، نُظمت وقفة تضامنية مماثلة دعما للأسرى المضربين عن الطعام في سجن جو، أمام السفارة الخليفية في العاصمة الألمانية برلين، وذلك نصرة لهم، ورفضاً لنزعهم حقوقهم المسلوبة.
محلياً، عجت مناطق البحرين بالتظاهرات الغاضبة تحت شعار “لنا حق”، ومن بين المناطق التي خرجت في التظاهرات(السنابس، دمستان، الشاخورة، أبوصيبع، كرزكان، الدراز، قرية الهملة، بني جمرة، كرباباد) حاملين صور المعتقلين والرموز القادة وصور الشهداء الذي قضوا نتيجة الإهمال الطبي، مرددين شعاراتٍ “أولادنا في خطر”، “أنقذوا سجناء البحرين” رافضين تسلّط “حمد الخليفة” على البحرين.
وعصر اليوم الجمعة خرجت مظاهرة جماهيرية حاشدة استجابة لدعوة الاسرى بمشاركة نسائية لافتة. ولم تتمكن القوات الخليفية منع التظاهرة رغم الطوق الأمني الذي فرضته على مناطق مثلث الصمود ( السنابس، جدحفص، الديه).
ويوم أمس قالت الخارجية الأمريكية أنها قلقة بشأن التقارير التي تردها عن إضراب السجناء في البحرين. فيما تناقلت وسائل إعلام عالمية خبر اضراب السجناء كوكالة اسوشييتد برس، والوكالة الفرنسية وصحيفة الغارديان البريطانية.
ولليوم ال12 على التوالي يمضي السجناء في اضرابهم المفتوح احتجاجاً على الأوضاع السيئة واللإنسانية التي يعيشونها داخل السجن، لا سيما حرمان الرموز القادة من العلاج الطبي رغم الخطر المحدق الذي يهدد حياتهم وحياة العديد من المعتقلين المرضى، وسط تقاعس عمدي من السلطة الخليفية واتباعها سياسة الموت البطيء.
وتكشف الأوضاع المزرية داخل السجون في البحرين عن عمق الأزمة السياسية في البلاد، والتي من المرجح أن تزداد توترا مع امعان السلطات الحاكمة في الانتهاكات الممنهجة.