البحرين اليوم-(خاص)
كتبت نور مطر مقالة يوم أمس (٢ أغسطس) في موقع” كلوبال فويس” تحت العنوان أعلاه وصفت فيه الحملات الصارمة التي إنطلقت في العراق والبحرين واسرائيل لمحاصرة وفضح المعارضين بحجة الحفاظ على المصلحة العامة بانها تشبه عملية” إصطياد الساحرات” والتي وقعت في اوروبا في القرون الوسطى.
إذ يطلق هذا المصطلح على المحاكمات التي ارتبطت بجريمة ممارسة السحر او الأفعال الشيطانية في ذلك الوقت. وفي كتابه “الأوهام الشعبية غير العادية وجنون الجماهير”، قال الصحافي الاسكتلندي تشارلز ماكاي ” أن الآلاف قتلوا في محاكمات الساحرات التي جرت في مستوى منخفض للغاية من الأدلة واستخدمت في كثير من الحالات كوسيلة لتصفية الحسابات بين الجيران والزملاء”. واستخدم هذا الأسلوب على نطاق واسع المدى في عهد المكارثية أو ما عرف”بالخوف الأحمر الثاني” حيث أطلق السيناتور جوزيف مكارثي حملة لمحاربة الشيوعية والمتعاطفين معها.
ومع بدء الحرب على غزة، ومع وقوف العديد من الأسرائيليين ضدها في وسائل الاعلام الاجتماعية، بدأت مجموعة ما باصطياد الساحرات أو ماسمي ب “الخونة” – أو الإسرائيليين الذين يقفون ضد الحرب. فقد دعت ميليشيات يمينية متطرفة تدعى” ظل الأسود” الأسرائيليين الى إرسال صور الخونة أي” اولئك الذين يعارضون الحرب”.
ولذا فليس من المستغرب أن جماعة ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق وسوريا (ISIS)، والتي احتلت مدينة الموصل العراقية في شهر يونيو الماضي ، أن تبدأ حملة على الانترنت لتحديد “المرتدين” الذين نشرت صورا لهم تطالب بقتلهم. وقد سرب التنظيم صورا لعملية قطع رؤوس لأفراد ينتمون الى اقليات مختلفة في العراق بحجة انهم مرتدون.
الكاتبة تشير الى ان مطاردة الساحرات الحديثة التي تجري في الفضاء الافتراضي أستخدمت عبر وسائل الإعلام الاجتماعية من قبل، مما أدى إلى اعتقال وتعذيب عشرات الاشخاص في البحرين. ففي عام 2011، شهدت الجزيرة الغنية الصغيرة النفط انتفاضة شعبية تلتها حملة دموية.و كجزء من الحملة، طلب من الناس تحديد أسماء “الخونة” وتبادل صورهم على حد قول الكاتبة. وبدأت العديد من الصحف نشر صور للمحتجين داعية الناس الى التعرف عليها فيما غرد العديد من أعوان النظام مطالبين بكشف من شارك في الأحتجاجات وتقديمهم للمحاكمة. ولقد ساهم التلفزيون الحكومي في البحرين في هذه الحملة التي قادها ضد الرياضيين البحرانيين على خلفية مشاركتهم في مسيرة إحتجاجية. ونتيجة لذلك تم إعتقال العشرات من الأشخاص بعد أن تم تحديد هويتهم.
صفحات الويب لازالت تعج بصور “الخونة ” التي لا تزال تصل للناس للتعرف عليها في البحرين. غير ان السلطات لم تتخذ أي إجراء ضد أولئك الذين بدأوا أو شجعوا أو شاركوا في مثل هذه الحملات. الكاتبة تختتم مقالتها بالأشارة الى تطور تقنية مطاردة الساحرات منذ عام 2011، حيث تستخدم الآن برامج التجسس عبر شبكات التواصل الأجتماعي لتحديد هوية المستخدمين المعارضين والقبض عليهم.