أميل نخلة: سياسة آل خليفة في التعاطي مع جائحة كورونا كشفت الفوارق الإجتماعية والتمييز والانتهاكات ضد الشيعة
البحرين اليوم – واشنطن
كتب إميل نخلة، أستاذ الأبحاث ومدير معهد سياسة الأمن العالمي والوطني بجامعة نيو مكسيكو مقالة الثلاثاء 2 جون في موقع ”ذه سايفر بريف“ بعنوان ” البحرين وسياسة كوفيد 19“ تطرق فيها إلى سياسة السلطات الحاكمة في البحرين بالتعاطي مع جائحة فيروس كورونا المستجد.
الكاتب شكّك في بداية مقالته بصحة الأرقام الرسمية الحكومية حول عدد الإصابات في البحرين لافتا إلى ان جيران البحرين سواء السعودية أو قطر او الإمارات سجّلت أرقاما أكبر بكثير من تلك التي تعلنها سلطات آل خليفة.
لكنه اعتبر أن الجائحة أثرت بشكل كبير على المجتمعات المعرضة للخطر في البحرين بما في ذلك القرى والبلدات الشيعية الفقيرة والعمال المهاجرين.
وبشان سياسة النظام في التعاطي مع الجائحة لفت نخلة إلى ان النظام حاول تسييس الوباء في البدء عبر “اتهام إيران بتصدير الفيروس إلى البحرين كشكل من أشكال “العدوان البيولوجي”. واعتبر نخلة أن هذا التسييس يندرج في إطار التوترات المتصاعدة بين إيران من جهة والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين من جهة أخرى، موضحا أن هذه السياسة ”تسلط الضوء على علاقات البحرين الوثيقة بالرياض وواشنطن بدلاً من التركيز على مكافحة الفيروس التاجي”.
الكاتب بيّن أن هذه الجائحة ”سلطت الضوء على الانقسامات الاجتماعية والاقتصادية والطائفية في البلاد، والتي فشلت الأسرة الحاكمة في معالجتها، وكثيراً ما تفاقمت في السنوات الأخيرة“.
أكد نخلة أن جائحة كورونا كشفت عن ”سجل النظام المؤسف في مجال حقوق الإنسان، وسوء معاملة الأغلبية الشيعية في البلاد ، والفساد المتفشي، والعدد الكبير من السجناء السياسيين – الذي يتجاوز بكثير العديد من الدول العربية للفرد – وارتفاع الفقر والبطالة بين البحرانيين“.
الكاتب أوضح ان النظام ومن أجل صد منتقديه العديدين بشأن هذه القضايا، ”اعتمد بشكل كبير على ما يسمى بالتحالف الاستراتيجي مع الولايات المتحدة وتمركز عدة آلاف من القوات الأمريكية على أراضيه، وتحديداً في قاعدة الشيخ عيسى الجوية وفي ميناء سلمان“، لافتا إلى استعانته بالقوات السعودية لقمع المحتجين البحرانيين الذين خرجوا للشوارع في فبراير 2011.
وبشأن العمال المهاجرين بين الكاتب أنهم يشكلون حوالي 40 في المائة من إجمالي السكان، لا فتا إلى أنهم ليس لديهم أمن وظيفي، ويعانون من عدم كفاية أو عدم وجود رعاية صحية، ويعيشون في مساكن كثيفة وغير صحية في كثير من الأحيان، وهم غير مؤهلين للحصول على الدعم المالي الحكومي، مشيرا إلى أنهم تضرروا بشكل كبير إثر الجائحة.
أشار نخلة كذلك إلى أن المواطنين الشيعة ”لم يكونوا في وضع أفضل بكثير من العمال المهاجرين خلال فترة الإغلاقأ لافتا إلى ان الكثير منهم فقراء ، عاطلون عن العمل، ومحرومون مثل العمال المهاجرين “مما اضطر القرويون الشيعة إلى مغادرة منازلهم بحثًا عن الطعام“.
وعلى النقيض من ذلك، فإن أفراد الأسرة الحاكمة والسنة الأثرياء عزلوا أنفسهم في منازلهم باهظة الثمن في المنامة والمحرق والرفاع أو في مزارعهم.
واختتم الكاتب مقالته بالتأكيد على أن بقاء أقلية آل خليفة استند خلال نصف القرن الماضي على الدعم المالي من جيرانها القبليين، وخاصة المملكة العربية السعودية, لكنه شكّك في إمكانية استمرار الدعم في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية التي ضربت الدول المصدرة للنفط وخاصة السعودية.