أمريكيون توثق حالة الشيخ ميرزا المحروس ضمن ملفات الاضطهاد
البحرين اليوم-واشنطن
وثقت منظمة أمريكيون للديمقراطية وحقوق الانسان في البحرين، حالة المعتقل السياسي الشيخ ميرزا المحروس، وقالت انه وحتى يومنا هذا لا يزال يواجه بالمعاملة السيئة حيث لا يُسمح له بمقابلة ابنه الموجود في نفس السجن، ويُحرم أحيانًا من الاتصال بأسرته. ولفتت انه قد خضع لعملية جراحية لحالة القولون، لكنها لم تنجح بسبب امتناع السلطات عن أخذه إلى الطبيب المختص.
وأكدت أمريكيون أنه ونتيجة إهمال إدارة السجن لحالته وعدم إعطاءه الدواء، أصيب الشيخ المحروس بجلطة في القلب في 31 يناير 2023. نُقل إلى مستشفى عوالي للقلب، حيث أجريت له قسطرة، وتطلب وضعه متابعة مستمرة مع أطباء القولون والقلب، إلا أن إدارة السجن منعته من ذلك.
وذكرت المنظمة أن الشيخ ميرزا المحروس هو عالم دين بحراني بارز، اعتُقل لأول مرة في أغسطس 2010 بعد أن قامت السلطات الخليفية بتلفيق التهم الموجهة إليه في قضية عُرفت باسم “قضية الخلية الإرهابية”. تعرض للتعذيب الوحشي في سجن القلعة من قبل ضباط جهاز الأمن الوطني واستمر التعذيب قرابة ستة أشهر.
وفي 1 أبريل 2011، اعتقل الشيخ ميرزا مجددا من منزله، بعد أن تم الافراج عنه في 23 فبراير 2011، من قبل قوات أمنية ملثمة، دون مذكرة تفتيش أو توقيف. كانت يداه مقيدتان، وعيناه معصوبتان، وتعرض للضرب والركل في جميع أنحاء جسده خلال نقله إلى مقر جهاز الأمن الوطني في القلعة في المنامة. وأضافت أمريكيون ان الشيخ ميرزا ظل في القبو لمدة ستة أيام، كان خلالها معصوب العينين وتحت حراسة مستمرة. اختفى الشيخ ميرزا لمدة شهر، تعرض خلالها لكافة أشكال التعذيب والانتهاكات. ونقل بعدها إلى ممر ضيق مع معتقلين آخرين وتعرضوا للتعذيب واحدًا تلو الآخر.
وأكدت المنظمة تعرض الشيخ ميرزا للإعتداء الجنسي وإجباره على الوقوف لعدة ساعات حيث تعرض للضرب بسبب تحركه. كما واجه صعوبة في النوم بسبب التعذيب المستمر. بالإضافة إلى ذلك، أساء الضباط إليه لفظيًا، وأهانوا معتقداته الدينية وضربوه بأنابيب بلاستيكية على رأسه وجميع أنحاء جسده. كما قامت قوات الأمن بإلقاء الماء البارد عليه وعلى رأسه، وخفض درجة حرارة جهاز التكييف إلى درجات حرارة شديدة البرودة، وأجبرته أحيانًا على الاستلقاء في مستنقع المياه في الزنزانة. ويذكر أن من بين الذين أشرفوا على تعذيب المحروس نجل الحاكم الخليفي ناصر بن حمد، والذي على ما يبدو أنه تولى الإشراف على تعذيب كل الرموز.
يعاني الشيخ المحروس من مرض السكري، وحالته الصحية سيئة بسبب سوء التغذية والضغط النفسي في المعسكر. وتم حرمانه من دوائه الخاص لمرض القولون الذي تسبب له في نزيف داخلي، وأصيب بإرهاق شديد وصداع نتيجة التعذيب والضرب والتهديد له.
ونتيجة للتعذيب يعاني الشيخ المحروس أيضا من نزيف داخلي ناتج عن الركل والدوس على بطنه، وآلام شديدة في الظهر والفخذين بسبب الوقوف لوقت طويل، ودوخة وفقدان التوازن من ضرب الرأس، وضعف بصره وضبابية الرؤية بسبب اصابته بضربة في عينه، وتنميل في يديه.
وكشفت أمريكيون أنه وبعد مدة، اقتيد الشيخ ميرزا إلى النيابة العسكرية وتم تهديده إذا تحدث عن المعاملة التي تلقاها في السجن. أثناء التحقيق، ظلّ المحقق يصرخ عليه وهدده بالإعدام واتهمه بعدة تهم اختلقها جهاز الأمن الوطني وأجبره على التوقيع على المحضر الذي كتبه.
في 22 يونيو 2011 حكمت المحكمة على المحروس بالسجن 15 سنة. وقد رُفض استئنافه. وفي يوم النطق بالحكم اعتدى الضباط على المتهمين ومن بينهم الشيخ المحروس وتم تقديم شكوى للنيابة العسكرية بخصوص التعذيب والضرب الذي حصل، لكن الشكوى رُفضت.
قال الشيخ المحروس مرارًا وتكرارًا لأطباء عيادة السجن إن حالة القولون لديه تتطلب فحصًا من قبل طبيب متخصص، ومع ذلك، لا يحصل إلا على المسكنات. وكانت طلباته هو وعائلته إلى الأمانة العامة للتظلمات وإدارة السجن بنقله إلى المستشفى تقابل بالرفض.
وأكدت ADHRB ان المعتقل الشيخ المحروس قام بعدة إضرابات عن الطعام، ولكن ادارة السجن لم تقم بأي اجراء. وحين جاءت أسرته لزيارته في السجن، أخبرهم أنه مريض ولا يستطيع النوم بسبب الألم الشديد، بعد نقله للعيادة خضع الشيخ للتنظير وتبين أن لديه تقرحات القولون بسبب إهمال إدارة السجن له.
واعتبرت المنظمة الحقوقية أن اعتقال الشيخ المحروس التعسفي والتعذيب والمحاكمة الجائرة تتعارض مع اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والتي تعد البحرين طرفاً فيها. كما طالبت السلطات الخليفية بالافراج الفوري عنه وتزويده بالرعاية الطبية لمعالجة مشاكله الصحية.