البحرين اليوم-طهران
في خطاب له بمناسبة الذكرى الثانية عشر لصورة 14 فبراير استعرض آية الله قاسم حال البحرين والواقع السياسي والحقوقي الذي تعيشه البلاد. وأوضح قاسم بأنه ” لا اعتبار لرأي الشعب على مستوى السلطات الثلاث، الرأي رأي فرد واحد، هو من وضعه، وأن الحكم فيالبحرين لدستور 2002 وقد يخرج عن مقتضى ومقررات هذا الدستور لإرادة طارئة لمن يشرف عليه”.
وفي الملف الاقتصادي وصف آية الله قاسم الوضع على أنه ” سياسة اقتصادية ظالمة وفاشلة”، منوها إلى أن الفشل “فشل متعمد وعلى يدتخطيط الدولة، وهي فاشلة من حيث مردودها الشعبي والوطني”. وتابع قائلا : هناك خلق حالة بطالة وليست بطالة اضطرارية، قسم منالشعب مكتوبٌ عليه أن لا يجد فرصة عمل في الكثير الكثير من أبنائه.
وتطرق قاسم إلى استهداف الحالة الدينية في البحرين نافيا أن تكون الحركة الدينية ” مهددة فعلا لسقوط الحكم”، غير أن سياسات النظامالتي تستهدف لوجود الديني كأنها ” شرطٌ خارجي للبقاء في الحكم”. ولفت إلى أن ” اللافتة الدينية الجديدة هي الدين الابراهيمي، وهي للقضاء على الدين”، محذرا بأن تلك ” اللافتة مغرية أو خادعة وأما ما ورائها فهو الاطاحة بالإسلام وتذويبه وتمييعه بل تمييع كل الدين”.
وفي سياق متصل، اعتبر آية الله قاسم بأن ” التطبيع في النظر الإسرائيلي والأمريكي هو تذويب الحالة الإسلامية في المجتمع الإسلامي،تغريب المجتمع الإسلامي، نقلة حضاريته من الإسلام إلى الحضارة الغربية الكافرة”. واستشهد في هذا المورد قيام الإحهزة الخليفيةبمواجهة “المحاولات للخروج في مظاهرات للدفاع عن الإسلام”، بحجة أنها مظاهرة غير قانونية، ما يعني في نظر آية الله قاسم بأنه ” لاعبرة بالإسلام، ولا اعتراف هنا بالإسلام”.
فيما يتعلق بالقضايا الأمنية التي تعلن عنها السلطات الخليفية بين الفينة والأخرى قال قاسم بأنها “سياسة تنكيل وعنفٍ دائم، وتأتيشيطنة الشعب من الحكومة تبريراً لاستمرار التنكيل والعنف”. وفي هذا الصدد تسائل قاسم ” كم خلية متآمرة؟ كم من دفعات السلاح تتدفقعلى البحرين في الاعلام الرسمي؟ شيطنة الشعب تأتي على أساس أنّ هناك تعامل مع الأجنبي في اسقاط حكومة البحرين، وهناك أسلحةتتدفق على البحرين بشكل دائم، وهناك خلايا ومؤامرات، ولا نجد أثراً عملياً لكل هذا”!
وفي هذا الإطار عرج قاسم على ملف السجناء السياسيين، واصفا حال السجون بأنها من نوع خاص ” متشدد يمارس التعذيب والعدوانيةفي السجن، وسجون التهمت زنزاناتها ألوفًا عديدة من أبناء البحرين، من رجالها الذين يعتمد عليهم كل الاعتماد”. وأضاف بأن هناك “حبسٌلعقليات كبيرة ولنفوس مبدأية شامخة ولرجالاتٍ صالحين ولقادة قادرين”.
ومن جانب الانحدار الخطير في التطبيع الذي باسره فيه نظام ال خليفة مع الصهاينة، وصف آية الله قاسم الحالة قائلا “أن هناك امتحانٌللولاء الوطنيّ بماذا؟ للتأكد من الاخلاص للولاء الصهيون والاسرائيلي”. وتابع قاسم في خطابه ” يحكمون عليك بأنّك غير موالٍ لوطنك وأنكعدوّ للحكومة على أيّ أساس؟ “. وعلق أن الوضع السياسي مستعد إلى أن “يهجر وأن يسحب الجنسية وأن يفصلك من العمل إذا لمتستجب في مؤامرة الاشتراك بالتطبيع”. مؤكدا أن “هذا كله في البحرين وكله حاضرٌ في ذهنية الناس كل يوم فضلاً عن أن يحضر فيذكرى 14 فبراير”.
ووجه آية الله قاسم شكره للمعارضة على “مبادرة التقارب والتفاهم والعمل المشترك لخدمة قضية الشعب”، في اشارة لمؤتمر المعارضة الذي عقد في لندن مؤخرا. وعبر قاسم عن أمله في أن “تتطور المبادرات الايجابية على هذا الطريق لأن يعمر عطائها”. وأضاف “أن الحياة أكسبتنا وعياً أكثر وأن الأحداث علمتنا بأنّ اليد الواحدة لا تصفق، وأن الضرورة تدعونا إلى أن نجتمع اكثر فأكثر وأن نوحد خطانا وأن نوثق مجاهدتنا على طريق النصر”.
وشدد قاسم على أن يوم الذكرى هو يوم “لتجديد العهد على التغيير والنقلة إلى واقعٍ بكلّ أشكاله بما فيه من تضييع لكرامة الانسان وما فيه تهميشٌ لهم”، وتابع “هذا الواقع الثقيل المرير هذا الواقع الأسود، يوم 14 فبراير يأتي لتجديد العهد على تغييره، هذا اليوم لشحذ الهممواشتداد الإرادة”. وأضاف قاسم بانهُ “يوم تخطيط وتطوير عملي ناتج عن تلاقي الافكار والبحث عن الأفضل قبل أن يكون يوم خطابة، لكن الاساس هو التخطيط الهادئ التطوير العملي، التخطيط الذي لا يبقى في الأدراج وإنما يتحوّل إلى واقع عمليّ ونشاطٍ على الأرض”. وقالقاسم بأن ذلك التخطيط “يحتاج إلى ركيزتين: يحتاج إلى ركيزة مبدئية التي تحفظ قيم التحرُك ولا تنساها ولا تفشلها، ومبدئية تحافظ علىأهداف التحرُك ولا تميلُ عن المحور أو عن الخط الذي يرسمه هدف التحرك”.
ووجه آية الله قاسم تحية للشعب المجاهد المعطاء ولمعارضته “التي بدأ الجد عندها يتضاعف والوعي عندها يكبر والروح الجهادية تعظم والفهم لضرورات العمل الجهادي المنتج يتسامى”.
وفي ختام خطابه قال قاسم بأنه كان يُسأل ” في أيام اشتداد عزيمة الشعب وشدة الصراع: متى النصر؟ ما رأيك؟ هل يأتي قريباً؟ “. وجددجوابه مؤكدا ” كنت لا أقول قرب النصر، كنت أقول النصر يحصل، ولكن يحتاج إلى طريق”.
ووجه قاسم سؤاله للجمهور “هل تصبرون أو لا تصبرون؟ هل تقبلون او لا تقبلون؟”، مؤكدا بأن “حياة المسلمين كانت كلها جهاداً وسيبقى الجهاد وإن خرجنا من معركة تأتينا معركة ثانية”.