آية الله الشيخ عباس الكعبي: كتاب رحيق كربلاء للشيخ السجين زهير العاشور.. وميض من نور كربلاء وقبس من عاشوراء
البحرين اليوم – من المنامة ..
كتب آية الله الشيخ عباس الکعبي مقدمة لكتاب (رحيق كربلاء -الشيخ زهير عاشور ) الذي نشر قبل أيام وصف فيها الكتاب أنه ”وميض من نور كربلاء وقبس من عاشوراء“ مثنيا على مؤلفه الشيخ زهير عاشور المسجون في معتقلات آل خليفة الغزاة للبحرين.
وقال الكعبي في مقدمته“ هذا الكتاب وميض من نور كربلاء وقبس من عاشوراء ألّفه بيراعه الرسالي العاشورائي الرجل الحرّ الصابر في سبيل الله، الغيور علي الدين والوطن والمجتمع الإنساني وهو سجين؛ لأنه يطالب بالعدل و الكرامة والحرية والقيم الإنسانية، فضيلة الشيخ زهير عاشور”فرج الله عنه وعن جميع القابعين في السجون ظلما وعدوانا“.
أوضح الكعبي أن العاشور اختزل في كتابه الأهداف الحسينية وأنه رسم منهجا كربلائياً للحركيين كما بين جذور الانحراف في الرسالة بالتركيز على دور القيادة الربانية في الحركة الحضارية للأمة والتأكيد على التمسك بالثقلين كتاب الله وعترة المصطفى، ودور الحكم العادل في حلحلة المشاكل المستعصية والأزمات التي يعيشها الإنسان المعاصر، وضرورة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتحويل نقاط الضعف إلى نقاط قوة و تبديل التهديد إلى فرصة واستعادة المجد والعزة والكرامة.
وبارك آية الله الكعبي للكاتب ماوصفه بالنجاح الباهر ”بنقل الروح العاشورائية التي يعيشها بعقله وعواطفه ومعنويته وثباته وصبره واستقامته“ سائلا العلي القدير أن يمنّ على الجميع بإطلاق سراحه وسراحه المسجونين المظلومين.
يذكر أن الشيخ زهير جاسم محمد عباس قد اعتقل في 18 يوليو 2013. تعرض بعدها لمختلف انتهاكات حقوق الانسان بما فيها مختلف أشكال التعذيب من الضرب المبرح والصعق الكهربائي والإجبار على الوقوف، وإجباره على التوقيع على اعترافات وهو معصوب العينين. وصدرت عليها أحكام متعددة من بينها حكمين بالسجن المؤبد.
تعرض الشيخ عاشور طوال فترة احتجازه في السجن لإجراءات قاسية جداً بدءاً بالتعذيب الجسدي والنفسي وحرمانه من الطعام والشراب والرعاية الصحية والنظافة والنوم وغيرها من أساليب سوء المعاملة، إلى أن وصل به الحال إلى عدم قدرته على الحركة لمدة طويلة، وعانى من مضاعفات صحية جراء التعذيب الذي تعرض له.
شارك الشيخ عاشور وعلي الوزير في العديد من الاضرابات عن الطعام للمطالبة بتحسين الظروف داخل السجن، ومنها ما تسبب في أغسطس 2020 بالنقل من مبنى الى آخر لعزلعزاهما ووضعهما مع سجناء أجانب، حيث يعتبر ذلك شكل من أشكال الانتقام لعزله بشكل أكبر ومنعه من أداء مراسم عاشوراء.
نقل الشيخ عاشور وسيد علي الوزير إلى جهة مجهولة وتعرضا للإخفاء القسري. لم تعرف عائلة الشيخ عاشور أي شيء عنه من يوليو 2020 إلى 17 ينابر 2021 رغم العديد من المحاولات والشكاوى التي رفعتها الى مختلف الهيئات الحقوقية الرسمية.
واجه الشيخ زهير عاشور تهمة التحريض على ارتكاب جريمة قتل فيما يتعلق بحادثة 29 أغسطس 2020 التي تورط فيها حارس السجن. وقد احتجز في المبنى رقم 4 المعروف أنه مخصص للسجناء المصابين بأمراض خطيرة ومعدية، مما عرض الشيخ عباس لخطر الإصابة بالعدوى. ويُزعم أن السجناء الثلاثة في الزنزانة اعتدوا عليه وضايقوه بشكل متكرر.
وأما الوزير فقد تعرض مؤخراً في فبراير 2021 لاعتداء جسدي من قبل أربعة سجناء وتعرض للمضايقات أثناء الصلاة. ويواجه حاليًا تهماً بمحاولة قتل مرتبطة بحادثة 29 أغسطس 2020 التي تورط فيها مع حارس السجن.
وعلى أساس الوقائع المذكورة، خلص خبراء الأمم المتحدة إلى أن البحرين تنتهك العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والتي تعد والبحرين طرفاً فيه، والمادة 12 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. واتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، وطالبوا برسالتهم إلى حكومة البحرين معلومات إضافية للرد على ما ورد من ادعاءات، وعن مدى التزامها بموجب القواعد والمعايير الدولية لحقوق الإنسان في اعتقال واحتجاز السجينين، وعن التدابير التي تم اتخاذها أو المتوقعة لضمان إجراء تحقيقات كاملة ونزيهة، وفحوصات طبية مستقلة، وتحقيقات قضائية أو غيرها من التحقيقات فيما يتعلق بمزاعم التعذيب وسوء المعاملة كما سأل الخبراء عن آلية التحقيق في محقق الشكاوى ومدى التزامها بمبادئ الاستقلالية والحياد و طالبوا بشرح الإجراءات التي اتخذتها حكومة البحرين لحماية الضحايا من الأعمال الانتقامية المحتملة.
وحول صدور هذه الرسالة قال حسين عبد الله، المدير التنفيذي لمنظمة ADHRB: “إذ نرحب بنشر رسالة الادعاء التي وجهتها فرق العمل في الأمم المتحدة بقيادة الفريق العامل المعني بالاختفاء القسري إلى حكومة البحرين، نؤكد أن ما ورد من انتهاكات وإساءة معاملة تعرض لها الشيخ زهير عاشور وعلي الوزير هي نمط سائد وممنهج من الانتهاكات التي تمارسه السلطات في البحرين ضد السجناء السياسيين بشكل متواصل”. وأكد حسين عبد الله: ” كما نحمل وزارة الداخلية مسؤولية الانتهاكات المستمرة التي يتعرض لها الضحيتان، وندعو إلى فتح تحقيق عاجل لمحاسبة الجناة والمسؤولين عن الانتهاكات، ونطالب بإنهاء سياسة الإفلات من العقاب، كما ندعو حكومة البحرين الى الافراج الفوري وغير المشروط عن جميع السجناء السياسيين”.