البحرين اليوم – (رويترز، خاص)
بعد عزله من منصبه بولاية العهد في شهر يونيو الماضي، قال مراقبون بأن آل سعود بدأوا مرحلة جديدة في “تصفية” محمد بن نايف معنوياً؛ عبر فتح باب التسريبات من داخل البيت السعودي بشأن تعاطي ابن نايف للكوكايين وإدمانه على العقاقير المخدَّرة، وأن ذلك كان وراء عزله من مناصبه الرسمية كلها، بما في ذلك منصب ولاية العهد وإنهاء الطريق بوصوله إلى العرش السعودي.
وخلال الأسبوع الجاري بدأت وكالات الأنباء العالمية، وبينها وكالة رويترز، نشر تصريحات من مقربين من آل سعود تؤكد أن ابن نايف يُعاني من إدمان المورفين والكوكايين، وأن ذلك أفقده القدرة على أداء عمله، وتسبب في إحراج آل سعود خلال الاجتماعات الرسمية ولقاءات الوفود الأجنبية، حيث كان تبدو عليه آثار الإدمان ويغلب عليه النوم وعدم السيطرة على انفعالاته.
وأكدت رويترز في تقرير جديد اليوم الجمعة ٢١ يوليو ٢٠١٧م ما ذكرته في تقارير سابقة خلال الأيام الماضية، وقالت إن مصدراً وصفته بـ”رفيع المستوى”؛ أكد ما ورد في تقرير للوكالة بشأن تنحية ابن نايف بسبب إدمانه العقاقير المخدرة، ورفضه الخضوع للعلاج. وأكد بأن ابن نايف كان يتعاطى المخدرات منذ سنوات، وقبل مجيء الملك الحالي سلمان، ولم يقتصر هذا التعاطي على مادة المورفين المخدرة التي كان يتناولها لتسكين آلامه الناتجة عن آثار الهجوم الانتحاري الذي استهدفه عام ٢٠٠٩ وأُصيب خلالها بشظايا. وأكد المصدر الجديد للوكالة بأن ابن نايف أدمن أيضا الكوكايين.
وأوضح ناشطون بأن فتح الباب “رسمياً” لبث تسريبات حول تعاطي ابن نايف للمخدرات؛ يهدف إلى تصفيته معنويا بعد عملية العزل، وإفشال أية محاولة محتملة منه أو من أنصاره لمواجهة قرار العزل عبر تنفيذ انقلاب مضاد. كما أن هذه التسريبات يُراد منها “إتاحة الطريق أمام محمد بن سلمان لشق طريقه نحو العرش، وإضفاء الشرعية والمقبولية على الإتيان به بدلا من ابن نايف المطلوب أن يُفضح إدمانه للمخدرات ودفعه ربما إلى الانتحار”.
وغير بعيد عن ذلك، جاء الإعلان عن أوامر بإنشاء جهاز “أمن الدولة” بغرض إنهاء الموروث الأمني الذي أنشأه ابن نايف، وفي سياق إعادة بناء القطاعات الأمنية والمخابراتية داخل عباءة ابن سلمان.
يُشار إلى أن هناك العديد من التقارير والمعلومات التي تتحدث عن شيوع استعمال المخدرات بين أمراء آل سعود، فضلا عن انتشار تجارة المخدرات في صفوف الأجهزة الأمنية والعسكرية، علما أن ابن نايف وقبل عزله الأخير كان وزيرا للداخلية أيضاً.
وقبل تقرير روييرز، نشر المعارض السياسي علي آل أحمد قبل أشهر عديدة تقاريرَ عديدة تُثبت إدمان محمد بن نايف للمخدرات، وأكد تورطه بترويجها داخل البلاد.
وبرزت العديد من الملفات على هذا الصعيد، وبينهما القضية المعروفة بـ”أمير الكبتاغون”، والتي تتعلق بالأمير السعودي عبد المحسن بن وليد آل سعود الذي قُبض عليه في مطار بيروت الدولي العام ٢٠١٥م وهو يحاول تهريب نحو طنّين من المخدرات من حبوب الكبتاغون من بيروت إلى السعودية، في طائرة ملكية وبصناديق مختومة باسمه، فيما تتحدث المعلومات عن “صفقات مشبوهة” لتبرئة الأمير السعودي الذي يُحتجز في مكان “خاص” وليس في سجن عام بلبنان.