وسقط الجدار على صاحبه!
من الأمراض النفسية والاجتماعية التي تناقش في علم النفس هو مرض جنون العظمة (ميغالومانيا) وهي حالة من الوهم والاعتقاد بحيث يبالغ الإنسان بوصف نفسه بما يخالف الواقع، فيدعي امتلاك قابليات استثنائية وقدرات جبارة أو مواهب مميزة ليس لها وجود حقيقي، وأحيانا قد يعيش افكارا متسلطة.
هذا المرض يعاني منه الرئيس الفخري للجنة البحرينية لسباق القدرة الخيل ورئيس الاتحاد الملكي للفروسية وسباقات القدرة ورئيس مجلس أمناء المؤسسة الخيرية الملكية وعضو مجلس التنمية الاقتصادية ورئيس اللجنة الأولمبية البحرينية ورئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة والنقيب الركن الذي رُقّي إلى عقيد وقائد الحرس الملكي البحريني في قوة دفاع البحرين والشاعر والمخترع ناصر بن حمد آل خليفة، والذي لم يتجاوز الثلاثين من عمره بعد (مواليد 1987).
جنون العظمة دفع به إلى التصريح في تلفزيون البحرين في 4 أبريل 2011 والذي هدّد فيه الرياضيين وتوعدهم بالملاحقة قائلاً “إن البحرين جزيرة صغيرة وكل منْ نادى بإسقاط النظام ما يسقط على راسه إلا طوفه”، ونفّذ تهديداته بفصل العديد من الرياضيين واعتقالهم وتعذيبهم وتعذيب بعض الرموز السياسين، كالشيخ محمد حبيب المقداد و الشيخ ميرزا المحروس وآخرين في سرداب سجن القلعة بعيد اعتقالهم في مارس 2011 حيث كان يسألهم :”هل قلتم يسقط …”، فكان جواب الشيخ: نعم قلت “يسقط حمد “، حينها بدأ بضربه وركله بكل وحشية، وكلما سقط على الأرض، يتم إيقافه وتعذيبه من جديد ليشفي غليله المرضي.
لم يكن في حسبان المريض بجنون العظمة بأن الجدار الذي توعد بإسقاطه على معارضيه سيسقط عليه يوما ما، ففي 7 أكتوبر 2014 وبعد ثلاث أعوام من مقولته؛ سقط جدار الحصانة على صاحبه، وأصبح البطل الحديدي في نظر العالم ووسائل الأعلام العالمية والمحلية إلى بطل للتعذيب، ليكون في مرمى العدالة وجها لوجه مع ضحيته.
بعيد إسقاط الحصانة، استقبل ناصر بن حمد آل خليفة ايان لينزي سفير المملكة المتحدة لدى مملكة البحرين، كمحاولة منه ليغطي على فشله الإنساني باستعارة غطاء لا يستر عورته، ونشطت الآلة الإعلامية للنظام المستبد في البحرين ليرجعوا الجدار الذي سقط على ناصر بن حمد الى سابق عهده، إلا أن وسائل الإعلام العالمية، والحقيقة الدامغة، لم تترك مجال لإعادة نصب الجدار من جديد بعد تحطمه وانتشار صداه في العالم.
فصل جديد من النضال في مجال ملاحقة منتهكي حقوق الإنسان في البحرين قد فتح لتطال يد العدالة المتحصنين بحصن الديكتاتورية في البحرين من الجلادين والقتلة ليكونوا ملاحقين وأمام كل العالم، ولم يعد بالإمكان التستر عليهم بالبروباجاندا الزائفة مدفوعة الأجر.