هيومن رايتس ووتش: مصّورون حائزون على جوائز يستهدفهم النّظام في البحرين
البحرين اليوم – (خاص)
نشرت منظمة هيومن رايتس ووتش اليوم السّبت، 21 يونيو، تقريراً خاصاً بالمصّورين المعتقلين والذين استهدفهم النّظام الخليفيّ على خلفيّة تغطيتهم لأحداث الثّورة ويوميّاتها. التقرير أشار إلى أنّ السلطات تحتجز تعسفيّاً المصوّرين الذين واكبوا “الاحتجاجات” بكاميراتهم، وأدانتهم في محاكماتٍ جائرة، وذكرَت المنظمة في تقريرها بأنّ أربعة من المصوّرين حازوا على جوائر عالميّة، واعتبرت ذلك دليلاً على سياسة منهجيّة تتّبعها السلطات لانتهاك حقّ المصوّرين في حريّة التعبير.
التقرير تطرّق إلى المصوّر حسين حبيل الذي يُتوقّع أن يخضع لمحكمة الاستئناف في 22 يونيو الجاري، وهو محكوم ب 5 سنوات بتهمة المشاركة في “تجمّع غير قانوني”، و”التحريض على كراهية النّظام”. وأشارت إلى أن المصوّر الآخر، أحمد حميدان، حصل على جوائر عالميّة نظير صوره التي نقلت “الاحتجاجات”، وهو ينتظر استئناف عقوبة السّجن، وقد نقل أفراد من أسرته للمنظمة وقائع من سوء المعاملة التي تعرّض لها حميدان في معتقله.
جو ستورك، نائب مدير الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة، قال بأنّ صور حميدان وحبيل “تُصوّر واقع أن الحكومة البحرينية تريد من العالم والآخرين ألا يروا شيئا”، في إشارةٍ إلى سياسة التعمية وحجب الحقائق التي يتّبعها النّظام الخليفي.
ونقلت المنظمة في التقرير شهادات عن تعرّض مصوّرين آخرين للاستهداف بسبب مهنتهم، وتعرّضهم لسوء المعاملة أثناء الاحتجاز، كما نقل شهود لها بأنّ المعتقلين تعرّضوا للتعذيب بقصد انتزاع الاعترافات.
وأشار التقرير إلى المصوّر أحمد الفردان الذي فاز بجائزة فريدوم هاوس عن صوره الخاصة بالثورة في أبريل 2014م، وقالت بأنه يواجه اتهامات بالمشاركة في تجمعات “غير قانونية” والهجوم على مركبات الشّرطة.
يذكر تقرير المنظمة أن قوّات الأمن حين اعتقالها الفردان واجهته بسؤال أوّل: “أين الكاميرا؟”، وقد صادرت قوات أمن بملابس مدنية اثنين من الكاميرات الخاصة به، والأقراص الصلبة، وذاكرة إلكترونية من غرفته. وتم اقتياده إلى التحقيقات الجنائية معصوب العينين، مكبّل اليدين، وتعرّض للتعذيب وإبقائه في مكان شديد البرودة. ومن المقرر أن تُعقد جلسة محاكمة الفردان في 14 سبتمبر القادم.
أما سيد أحمد الموسوي، فقد تم اعتقاله من قِبل ضبّاط شرطة يرتدون ملابس مدنية. الموسوي حائز على جوائر في مجال التصوير، وأعتقل هو وشقيقه في 10 فبراير الماضي. وذكر والدهما للمنظمة بأنّهما لم يتصلا بالعائلة مدة 6 أيام، وقد تعرض الموسوي للإذلال والضرب من قِبل المحققين، ووقّع على اعترافات تحت التعذيب ولتجنّب المزيد من التعذيب الجسدي والنفسي.
الموسوي بدأ حياته في تصوير الحياة البرية، ثم اتّجه لتصوير أحداث الثورة منذ فبراير 2011م، وتم تجديد حبسه في 29 مايو الماضي لمدة 45 يوماً.
وتطرّق تقرير المظمة إلى تفاصيل أخرى مع مصوّرين محترفين فضّلوا عدم ذكر أسمائهم، وروا جانباً من الملاحقات والتعذيب الذي تعرّضوا له بسبب نشاطهم في مجال تصوير الاحتجاجات.
والتقت المنظمة برئيس قسم التصوير سابقاً في صحيفة “الوطن”، عبد الله حسن، وروى كيف أن السلطات استهدفت المصورين بسبب دورهم “القيادي” في تحدّي الصورة التي تريدها السلطات للأحداث. وكان حسن قد أُعتقل في مايو 2011 وتم احتجازه عدّة أيام، وتعرّض للاعتداء بالخراطيم والاستجواب المهين بسبب عمله كمصوّر.