متابعات: زيارة أوباما إلى الرياض.. ماذا سيفعل مع “الملكيّة الحثالة”؟
البحرين اليوم – (خاص)
متابعات
ما وراء الخبر
هل يفعلها أوباما ويقولُ لحكّام الخليج: “كفى استبداداً لشعوبكم؟!”
قد تكون زيارة الـ 21 من أبريل الجاري؛ هي الزيارة الأخيرة التي يُجريها الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، إلى السعوديّة. الزّيارة التي ستكون الرّابعة في رصيد زيارات سيد البيت الأبيض – الذي يُغادر “الحكمَ” بعد أشهر – أُريدَ لها فيما يبدو أنّ تكون مسبوقة بإثارة الموضوع “التاريخيّ” الأكثر غموضاً في العلاقات بين الرياض وواشنطن، أي هجمات 11 من سبتمبر 2001م.
أوباما حرِص طيلة الفترة الماضية على أن يبلور ما يصفه مراقبون ب”عقيدة أوباما”، والتي كثّفتها صحيفة اتلانتك بجمعها أبرز اللقاءات الإعلاميّة التي أجراها أوباما، ولخصّ فيها رؤيته للمنطقة وقضاياها، وهي الرؤية التي يفضّل عارفون بالعقل “الأوبامي” تلخصيها في مقولة “مكافحة الإرهاب والتطرف”، حيث يأمل الرئيس الأمريكيّ أن يُنهي فترته الرئاسيّة بتحقيق الإنجاز الأكبر في تاريخ “الحروب الدّينيّة المعاصرة”، أي القضاء على تنظيم داعش.
من هذه النافذة تحديداً، يرى محللون السّببَ الذي جعل واشنطن، وعبر وسائل الإعلام والصحافة، تُسارِع إلى إرجاع الرأي العام إلى الوراء، حيث هجمات نيويورك، ومن خلال التذكير بوعود أوباما السّابقة لعوائل الضحايا برفْع السريّة عن الصفحات الـ28 من التحقيق الذي أجرته لجنة تحقيق تابعة للكونغرس حول الهجمات، والتي تتضمن تفاصيل “مهولة” عن الجهات التي تقف وراءها، كما تقول الصحف الأمريكيّة.
الاتجاه النخبوي داخل واشنطن يتجه إلى بلورة رأي عام ضد آل سعود، والحكم الملكي الذي وصفته صحيفة أمريكية أول أمس السبت ب”الحثالة”.
ليس واضحاً مدى جدية هذا الاتجاه، أو طبيعة “النهاية المرسومة” له، ولكن السعوديين كانوا يُدركون مسبقاً بهذا التصعيد داخل أميركا ضدّهم، وهم عمدوا لشنّ هجوم استباقيّ متعدد الجهات. فقد أوعز آل سعود للإعلام التابع لهم من أجل تكريس “الاتهام” في ملف 11 سبتمبر ضد إيران وحزب الله، واستعانوا في ذلك بأمريكيين مأجورين يمثلون “العجينة” الأولى للّوبي السعودي الذي يُراد تأسيسه في واشنطن، والذي يُرشَّح أن يجد العون والمساعدة من اللوبي الصهيوني، وذلك بعد حصول تقدّم أكبر في العلاقات العلنية بين آل سعود والإسرائيليين.
توازى ذلك مع دفْع الإعلام السعودي الرسمي لشنّ هجومٍ علني – قد يكون غير مسبوق – على الولايات المتحدة وسياستها، وخاصة بعد “الانفتاح” الأمريكي على طهران، العدو المشترك للسعودية وإسرائيل، وهو هجومٌ تلبّس بأكثر من ثوب، فتارة يكون ابتزازاً بالأموال، وتارة أخرى يكون تهديداً بالتخلّي عن “المساعدة” في الحرب ضد “داعش”.
المؤكد أن العلاقة بين واشنطن والرياض، كما يصفها محللون، هي علاقة زواج. ولكنّه ليس زواجاً كاثوليكياً، كما أنه له ليس زواجاً مؤقتاً. هناك مصالح تدفع كلّ طرف لإدارة علاقته مع الآخر، فيما المشاكل بينهما ليست يسيرة، وفي حال تراكمها فإن خيار الطلاق – ومن غير تفاهم وإحسان – لن يكون مستبعداً.
جزءٌ كبير من الاستياء الأمريكي تجاه آل سعود يعود إلى كونهم باتوا يمثلون “عدوّاً داخلياً” للولايات المتحدة، كما يقول المحلل الإستراتيجي رالف بيترز في مقال له السبت 16 أبريل نُشر في “نيويورك بوست”.
بيترز اتّهم النظامَ السعودي بـ”تسميم” الداخلِ الأمريكي من خلال الأيديولوجيا الوهابية المتطرفة، واصفاً السعوديّة ب”السجّان” الذي يحبس المسلمين في “التعصب والهمجية”، وفق تعبيره.
ويذهب بيترز بعيداً في القول بأن آل سعود يعملون على “تقويض” الولايات المتحدة من الداخل، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن الإدارة الأمريكية لا تزال تقف دون حراك أمام هذا “التهديد الجدّي”، وذلك بسبب إغراء الأموال السعوديّة، وهو ما يجعل الكاتب يعلن بأن “المأساة” كلها تكمن في أن “الثورة النفطية” باتت في يد هؤلاء “البدو” الذين ينشرون بأموالهم “التفسير الوهابي للإسلام”.
هذه الصورة المركبة تجعل من الموقف الأمريكي تجاه آل سعود مربكاً وغير معلوم العواقب، ويدعو لعدم توقّع المزيد مما ردّده أوباما طيلة الأشهر الماضية عن الخليج ومشاكلة. فالأفعال لا يبدو أن وقتها قد حان، ولاسيما وأن “السعودية أدركت أن التعصب نابع من داخلها، وفي كثير من الأحيان من أمراء الأسرة الحاكمة، وهو ما دفعها للسعي من أجل إسكاتهم بالمال وإخراجهم من السعودية”، كما يقول بيترز الذي يدعو في الوقتِ نفسه إلى “عدم الاستمرار في الركوع لآل سعود، ومواجهة الواقع معها”.