تقرير يكشف التواطوء البريطاني السعودي لحماية آل خليفة من الانتقادات الأممية
لندن – البحرين اليوم
كشف تقرير صدر مؤخراً أن بريطانيا والسعودية تعملان، جنباً إلى جنب، من أجل تخفيف “الانتقادات” الأممية التي توجّه إلى النظام الخليفيّ على خلفية انتهاكاته لحقوق الإنسان.
ووفقا لوثائق حصلت عليها صحيفة الغارديان البريطانية، فإن لندن والرياض، “ضغطت على الأمم المتحدة العام الماضي لتبييض صفحة آل خليفة بشأن انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك ملف التعذيب الذي تتورط به” القوات الخليفية.
وقالت الوثائق نقلا عن مصادر مطلعة في الصحيفة اليوم الأحد، 21 فبراير، بأن هناك مبادرة من لندن لبذل جهد كبير لإقناع أعضاء المجتمع الدولي بأن “الأمور آخذة في التحسن” في البحرين، وثنيهم عن إصدار بيان دبلوماسي يدين النظام الخليفي، وبما يؤثر على “سمعة (النظام الخليفي في) البحرين دولياً”.
وأضاف المصدر “أن ممثلي المملكة المتحدة والمملكة السعودية سعت لإقناع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بعدم توقيع بيانات المنظمة الدولية حول انتهاكات حقوق الإنسان البحرين”.
وأظهرت مقارنة بين مشروع الأمم المتحدة الأصلي والنهائي حول البحرين، والذي صدر عن مجلس حقوق الإنسان في جنيف في سبتمبر الماضي – أن لهجة البيان تم تخفيضها، وفقا لمطلعين على هذا الملف.
وأضاف المصدر أن “نص المسودة الأولى يتضمن العديد من العناصر التي تُظهر إدانة أكثر مما ظهر في البيان النهائي”، وقال المصدر للصحيفة “تمكنت المملكة المتحدة من إضعاف مضمون النص إلى حد كبير”.
وعلى سبيل المثال، فإن المشروع الأصلي للبيان الأممي المشار إليه جاء فيه “نحن قلقون من تقارير عن الاستخدام المفرط للقوة من قبل قوات شرطة مكافحة الشغب”، إلا أنه تم تغييره ليظهر على النحو التالي: “نحن قلقون من أن هناك مساءلة غير كافية لانتهاكات حقوق الإنسان”.
كما جاء في البيان الأصلي “نحن نشعر بالقلق إزاء تقارير عن التعذيب وسوء المعاملة أثناء الاحتجاز بما في ذلك أعمال انتقامية ضد الضحايا بعد الإبلاغ عن انتهاكات حقوق الإنسان”. الذي أصبح “إننا نشعر بالقلق إزاء تقارير عن أعمال انتقامية ضد الضحايا بعد الإبلاغ عن انتهاكات حقوق الإنسان”.
وقال نيكولا أغوستيني من الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان, بأن ما شهدناه في سبتمبر الماضي كان محاولة “من جانب المملكة المتحدة لحماية البحرين من أي نوع من أنواع الرقابة الدولية”.
وأضاف بأنه في الوقت نفسه؛ فإن السعودية عملت على تعبئة ضغوطها الخارجية و”إرهابها” للدول لعدم تأييد البيان المذكور حول البحرين. إلا أن أغوستيني أشار إلى أن ذلك لم يمنع من صدور البيان، “رغم الجهود المبذولة من المملكة المتحدة والمملكة السعودية لمنع حدوث ذلك”، و”هذا مهم للغاية”، يضيف.
وعبّرت مايا فوا، مديرة قسم أحكام الإعدام في منظمة ريبريف المناهضة للإعدام، عن القلق “العميق” من الدور البريطاني في “تخفيف حدة الانتقادات الموجهة للنظام في البحرين داخل مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة”. وأكدت أن ذلك يمثل محاولة ل”التمويه” عما يجري في البلاد، خصوصا في ظلّ أحكام الإعدام التي انتزعت تحت التعذيب في البحرين.