البحرين اليوم – (خاص، وكالات)
عاد وزيرا خارجية الولايات المتحدة، جون كيري، وإيران محمد جواد ظريف – أبرز مهندسي الاتفاق النووي الإيراني – اليوم السبت، 16 يناير، إلى فيينا لوضع اللمسات الأخيرة لإعلان بدء تطبيق الاتفاق الذي ينص على رفع العقوبات الدولية المفروضة على طهران.
وفيما تشهد فيينا جهودا دبلوماسية، أعلن القضاء الإيراني الإفراج عن “أربعة سجناء يحملون جنسية مزدوجة” في إطار تبادل للسجناء.
وأفرجت السلطات الإيرانية عن مراسل صحيفة واشنطن بوست في طهران جيسون رضائيان وثلاثة سجناء آخرين، بحسب ما ذكرت تقارير، في إطار عملية تبادل سجناء مع اقتراب تطبيق الاتفاق النووي بين طهران والدول الكبرى.
وذكر التلفزيون الرسمي والقضاء أنه تم الإفراج عن السجناء الأربعة مقابل إفراج السلطات الأميركية عن سبعة إيرانيين، وقال إن المفرج عنهم في إيران هم رضائيان والقس سعيد عابديني وأمير حكمتي ونصرة الله خسروي.
وجاء في بيان سابق للقضاء الإيراني أن تبادل السجناء تم خدمة للمصالح الإيرانية.
والتقى كيري الذي وصل ظهرا إلى فيينا آتيا من لندن، ظريف في اجتماع ثنائي في قصر كوبرغ حيث وُقّع الاتفاق النووي التاريخي في 14 يوليو 2015.
وقال الإعلام الإيراني إن حفلا سيُقام في فيينا السبت لإعلان تطبيق الاتفاق.
وردا على سؤال حول بدء تطبيق الاتفاق مساء قال كيري “نعمل لتحقيق ذلك”. وقال ظريف “نحاول”.
وكان ظريف صرح لدى وصوله إلى فيينا “اليوم، يوم جيد سعيد للشعب الإيراني والعقوبات سترفع”، مضيفا أنه يوم سعيد أيضا “للمنطقة” و”العالم”.
ولم تستبعد وسائل الإعلام أن يُقام الحفل غدا الأحد.
وقبل كيري، التقى ظريف وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني “لوضع اللمسات الأخيرة” لتطبيق الاتفاق المبرم مع الدول الكبرى بهدف إنهاء خلاف يعود إلى أكثر من ثلاث عشرة سنة.
وبموجب الاتفاق تتعهد إيران عدم حيازة القنبلة الذرية لقاء رفع تدريجي للعقوبات الدولية.
ولم تؤكد الوكالة الدولية للطاقة الذرية رسميا بعد أن ايران التزمت بكامل التعهدات التي قطعتها في إطار الاتفاق النووي. ومن “المرجح” أن يصدر تقرير في هذا الصدد السبت، بحسب مصادر دبلوماسية في فيينا.
ويتعين بعدها أن يباشر الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والأمم المتحدة رفعا تدريجيا للعقوبات الدولية.
– تراجع اسعار النفط –
ومن المفترض أن تؤكد الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن طهران خفضت كما هو متفق عدد اجهزة الطرد المركزية المستخدمة لتخصيب اليورانيوم وأنها أرسلت إلى الخارج القسم الأكبر من مخزونها من اليورانيوم الضعيف التخصيب.
كما على مفتشي الوكالة أن يؤكدوا إن إيران سحبت فعلا كما تقول قلب مفاعل المياه الثقيلة في موقع اراك النووي وأنها طمرت قسما من المنشاة بالاسمنت بحيث لا يعود من الممكن تصنيع البلوتونيوم فيها لاستخدام عسكري.
وشكل توقيع الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين والمانيا) نجاحا دبلوماسيا كبيرا للرئيس الأميركي باراك اوباما ونظيره الإيراني حسن روحاني.
وكان روحاني وعد الايرانيين الاثنين بأن بلادهم ستدخل “عاما من الازدهار الاقتصادي” مع رفع العقوبات المفروضة عليها.
وتستعد الأوساط الاقتصادية منذ أشهر للعودة إلى هذا البلد الذي يملك رابع احتياطي من النفط في العالم وثاني احتياطي من الغاز. وستتمكن إيران البلد العضو في أوبك من تصدير النفط بحرية مجددا.
وفي هذا السياق، تراجع سعر برميل النفط الخام الجمعة إلى ما دون 30 دولارا للبرميل إذ تخشى الاسواق تدفق النفط الإيراني في السوق التي تعاني أصلا من فائض في العرض.
– قلق اسرائيل والسعودية-
ورفع كل العقوبات سيتم على 10 سنوات وخلال 15 عاما يمكن إعادة فرضها تلقائيا إذا أخلت ايران بتعهداتها. وسيبقى حظر الأمم المتحدة على الأسلحة التقليدية والصواريخ البالستية حتى 2020 و2023.
ويشكل اتفاق فيينا بداية لمصالحة بين واشنطن وطهران بعد أكثر من 35 عاما على قطع العلاقات الدبلوماسية بينهما.
ويثير هذا التقارب المحتمل غضب الحلفاء التقليديين لواشنطن في المنطقة وفي مقدمها السعودية واسرائيل.
وتنفي إيران باستمرار اي نية لحيازة سلاح نووي إلا أنها تتمسك في الوقت نفسه بحقها في برنامج نووي مدني.