البحرين اليوم – المنامة
أعربت عوائل السجناء السياسيين في سجن جو، سيء الصيت عن رفضها القاطع للبيان الصادر عن المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان (NIHR) بشأن زيارة وفدها للسجن، ووصفت البيان بأنه محاولة واضحة لتغطية الانتهاكات الممنهجة التي يتعرض لها السجناء، بدلاً من العمل على محاسبة المسؤولين عنها وتحقيق العدالة.
وفي بيان صادر عنها، الجمعة 27 ديسمبر، أكدت العوائل أن السجناء السياسيين يعانون من أوضاع إنسانية وصحية مأساوية، أبرزها العقوبات الجماعية والمعاملة المهينة، بما في ذلك تقييد أيديهم بالأصفاد لأيام متواصلة وحرمانهم من النظافة الشخصية، مما أدى إلى تفشي الأمراض الجلدية وانتشار الحشرات في مرافق السجن.
وأشارت العوائل إلى أن الإهمال الطبي بات يشكل تهديداً حقيقياً لحياة السجناء، مستشهدة بحالات حرجة مثل السجين رجائي بداو، الذي يعاني من مشاكل قلبية ومرض السكري دون علاج، ومحمد عبدالهادي البقالي، الذي تدهورت صحته بسبب نفاد أدويته، بالإضافة إلى عبدالعزيز عبدالرضا المضرب عن الطعام احتجاجاً على ظروف احتجازه.
كما سلط البيان الضوء على الأوضاع النفسية القاسية التي يواجهها المحكومون بالإعدام، من بينهم حسين علي مهدي، الذي يعاني من العزل الانفرادي، وحسين علي موسى، الذي طالب بإلغاء عقوبة الإعدام وتحسين ظروف احتجازه.
وطالبت العوائل بنشر تقرير شفاف يعكس حقيقة الأوضاع داخل السجن، وتوصيات بمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات، إلى جانب تحسين الظروف المعيشية والصحية وتوفير الرعاية الطبية العاجلة. وشددت على ضرورة إلغاء عقوبة الإعدام والإفراج الفوري عن جميع السجناء السياسيين الذين تعرضوا لمحاكمات غير عادلة.
وقالت العوائل أن المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان، من خلال إصدارها لهذا البيان، أثبتت أنها أداة لتبييض جرائم وانتهاكات الحكومة الفاسدة بدلاً من الدفاع عن حقوق الإنسان. وأشاروا إلى أن هذا البيان لا يدمر فقط مصداقية المؤسسة، بل يسحقها تمامًا إلى أشلاء، ويثبت أنها جزء من المشكلة وليست الحل.
وحمّل البيان رئيس وفد المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان، علي أحمد الدرازي، مسؤولية البيان الأخير الذي يمثل ستار دخان يخفي الواقع المأساوي في سجن جو، سيء الصيت. وأكدوا أن تجاهل هذه الانتهاكات والتستر عليها يُعد تواطؤًا في استمرار الظلم والمعاناة.
