اليوم أربعينيّة الشهيد العبّار: ماذا بعد؟
البحرين اليوم – (خاص)
تمرّ اليوم الجمعة، 15 أغسطس، ذكرى الأربعين للشهيد عبد العزيز العبار، حيث أعلنت قوى ثورية تنظيمها تظاهرة عصر اليوم بالمناسبة انطلاقا من مركز بلدات الديه، السنابس، جدحفص (فيما يُعرف بمثلث الصمود). التظاهرة التي تحمل عنوان “شعلة الانتصار” تأتي بعد أربعين يوما من دفن الشهيد العبار، حيث استطاعت عائلته الحصول على الشهادة الطبية التي تُثبت الطلق الناري الذي تعرّض له الشهيد وأدى لاستشهاده. كما تقيم العائلة مجلسا تأبينيا مساء اليوم بالذكرى نفسها.
مصادر حقوقية قالت بأن هناك تحرّكا من أجل رفع دعاوى محلية وخارجية استنادا على هذه الشهادة، وهو تحرّك اعتبره متابعون مطلوبا، لاسيما وأنه يأتي بناءا على طلب العائلة نفسها، وأنها ستتصدى لهذا الملف استكمالا لصمودها السابق من أجل الحصول على الإثبات الطبي الذي تريده. إلا أن بعض الجهات تحدّثت عن مخاوف من أن تأخذ الدعوى “طريقا مسدودا” في حال “التعاطي مع الجهات الرسمية المحلية، بما فيها الجهات القضائية ومكتب التظلمات، والتي لا يشك أحد بأنه خاضع لرغبة النظام”. من جهة أخرى، فإن مختصين في هذا الشأن، يرون أنّ تحريك دعوى من هذا القبيل على المستوى الدولي يتطلب تضافر جهود أكثر من جهة حقوقية ومعارضة في الداخل والخارج، وهو أمر يبدو “حتى الآن، غير ظاهر”.
على مستوى آخر، أثار نشطاء الدور الرسمي في احتواء هذا الملف، وهو دور أخذ مداه في منتصف يوليو الماضي عندما زار وفد “رفيع” من “مؤسسة لخيرية الملكية” منزل الشهيد العبار، والتقى أفراد العائلة، بمن فيهم أرملة الشهيد وأبنائه، وصرّح الوفد – الذي كان برفقة النائب أحمد الساعاتي – أن “المؤسسة الخيرية” سوف تتبنّى عائلة الشهيد “بشكل كامل”، بما في ذلك أمور الدراسة والسكن. في المقابل، أعلنت الناشطة الدكتورة ندى ضيف – في تقرير سابق نشرته “البحرين اليوم” – أن المؤسسة انقطعت “أخبارها” عن العائلة منذ ذلك اليوم، ونقلت ضيف عن أرملة الشهيد أن أيّ شيء من “الوعود” لم تتحقق.
في هذا الشأن، لا يستبعد متابعون أنّ النظام سيُجدّد محاولات احتواء ملف الشهيد العبار، خصوصا حينما يجد أن هناك جهودا جادة لتحريك دعوى ضد قتلة الشهيد، وفي الوقت الذي يؤكد هؤلاء أن عائلة الشهيد أثبتت “صمودها”، وأنها “غير قابلة بأي مسعى يُصادر حقّ الشهيد والقصاص العادل”، إلا أن ذلك لا ينفي أهمية إعادة تنشيط التضامن الشعبي من عائلة الشهيد العبار، وعلى مستويات أكثر منفعة للعائلة وبما يدعم صمودها.