المفوّض الأممي السامي لحقوق الإنسان: سحق الحريّات الأساسية لن يحمينا من الإرهاب
افتتح المفوض الأممي السامي لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين اليوم الإثنين (29 فبراير 2016) أعمال الدورة 31 لمجلس حقوق الإنسان التابع لهيئة الأمم المتحدة والتي تتواصل في مدينة جنيف السويرية وحتى 18 من شهر مارس المقبل.
المفوّض السامي حيّى في بداية كلمته الذكرى العاشرة لتأسيس المجلس معتبرا أنها “تدعو الى أكثر من مجرد كلام، بل إنها صرخة من أجل العمل ومن أجل قيادة حاسمة ومتعاونة في الدفاع عن المبادئ الحيوية”.
وأكّد المفوض السامي على “زيادة وتيرة الإنتهاكات الخطيرة للحقوق والمبادئ الساسية للإنسان” وعزا ذلك إلى “القرارات السيئة والإجراءات غير المبدئية, وضيق الأفق في النظر للمسائل المعقّدة”.
واعتبر الأمير زيد أن “حماية الحياة وكرامة الإنسان , امر حاسم في كل الأوقات وحتى في زمن الحروب والإحتلال”، مشيرا إلى تفاقم معاناة المدنيين جراء الحروب والنزاعات في كل من اليمن وسوريا والعراق وافغانستان واوكرانيا وغيرها من الدول.
وذكّر المفوّض السامي بان واضعي مسودّة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لم يكونوا” مثاليّين فحسب بل كانوا يعرفون من تجربة الحرب العالمية المريرة بأن الدفاع عن حقوق الإنسان لا يحفظ الأمن القومي فحسب, بل يبني دولا اكثر دواما ويؤدي الى السلام النهائي”.
وبشأن نشاط الجماعات الإرهابية المتصاعد في العالم اليوم وخاصة تنظيم “داعش” قال “إن هذه المنظمات تزدهر في اجواء الكراهية والحرمان” داعيا المجتمع الدولي الى عدم رمي “عقله في البحر بسبب الممارسات البشعة لبضع آلاف من المتحجّرين”.
وحذّر المفوّض السامي من ان قمع الحكومات للنشطاء والصحفيين والمعارضين السياسيين وعدم ضمان استقلالية القضاء “لن توقف التطرف العنيف”، واعتبر أنها تؤدي الى “تفكيك سلامة المجتمعات وإضعاف ثقة الناس واحترامهم للمؤسسات الأساسية”.
وأضاف ” إن سحق الحريات الإنسانية لا يحمينا من الإرهاب بل أنه يخلق انقسامات ومظالم خطيرة من شأنها أن تؤدي إلى مزيد من العنف”.
ودعا المجتمع الدولي إلى إبداء مزيد من الإهتمام والرحمة بمعاناة المهاجرين الفارّين من مناطق الصراعات, محذّرا من تصاعد خطاب الكراهية ضد الأجانب، واستشهد بمقولة للفيلسوف المسم “ابن رشد” الذي عاش قبل أكثر من ثمانية قرون من اليوم وقال فيها” إن الجهل يؤدي الى الخوف والخوف يؤدي الى الكراهية والكراهية تؤدي الى العنف”.
وحثّ صانعي السياسة على “نشر القيم الأساسية التي تعمل على إجتثاث العوامل التي تدفع بإتجاه التطرف العنيف”, معتبرا أن التمييز “يخلق المزيد من المظالم المريرة والإمتهانات اليومية للكرامات”.
وتطلّع في ختام كلمته إلى “أن يكون لمجلس حقوق الإنسان تأثير هام على أحداث العالم، ويساعد على ضمان أن الانتهاكات المرعبة لحقوق الإنسان التي نشهدها اليوم ليست مقدمة لمزيد من المعاناة والفوضى غدا “.
يذكر أن وفدا حقوقيا بحرانيا كبيرا يشارك في كافة اجتماعات هذه الدورة ومن المقرّر أن يشارك في الحوارات التفاعلية وفي إقامة ندوات حول أوضاع حقوق الإنسان في البحرين.