البحرين: التظاهرات الثورية تتحدى الطوق الأمني وتكسر هيبة النظام
البحرين اليوم – (خاص)
وسّعت قوات النظام أمس واليوم (٢٢ و٢٣ مارس) حملة المداهمات على بلدات جزيرة سترة، وأشاعت الإرهاب داخل الطرقات والأحياء السّكنيّة، وأثناء اقتحام منازل المواطنين، وقال شهود عيان بأنّ القوّات داهمت ما لا يقلّ عن عشرة منازل بدعم مروحيّ منخفض، وتواردت أنباء عن اعتقال ابن الشّهيد حسين الصّافي، أحد شهداء انتفاضة التّسعينات.
الحضور الشّعبي في السّاحات لم يتأثّر بالاستباحة المفتوحة التي تعتمدها قوّات النّظام مؤخراً، حيث لم تنقطع التّظاهرات في الشّوارع، وأصرّ المواطنون على توسيع الفّعاليّات والبرامج الثّوريّة، مع التأكيد على شعارات الثّورة ورفْض التّفاوض مع النظام الحاكم. ويستعدّ تيار الوفاء الإسلامي لإحياء ذكرى الشهيد جعفر الطويل، والشّهيد عيسى قمبر (الذي أعدمه النّظام في انتفاضة التّسعينات).
من جهةٍ أخرى، يرصدُ متابعون بأنّ تنامي التّظاهرات الثّوريّة خرقتْ توقّعات نظام الحكم الذي وسّعَ من نطاق قمعه المنظّم، وسعى بوسائل عدّة للتّشويش على ثقافة المقاومة بين النّاس، لاسيما بعد “تفجير الدّيه”، وما أعقبه من ترنّحٍ سياسيّ عام ومساعٍ حثيثةٍ لخنْق القوى الثّوريّة، مصحوباً بتسويقٍ مبرمج للتسويات الفاترة التي تستهدف تفكيك الملفّ السياسي عن الوضع الحقوقي والاستحقاقات غير القليلة بشأن ملاحقة المتورطين في الجرائم من أفراد العائلة الحاكمة قضائيّاً وعدم قبول التّعايش السّياسي معهم.
في السّياق نفسه، يقول معارضون بأن العمليّات الميدانيّة المتتالية للمجموعات الثّوريّة وضعت حدّاً فاصلاً في وجه النظام وملحقاته، واستطاعت (هذه العمليّات) أن تُعمّق من إستراتيجّة “كي الوعي” داخل منظومة النّظام.
تصاعُد العمل الثّوري تركّز على تكتيك الرّدع الاستباقي، حيث تمّ استهداف مركز القوّات في سترة، والتّجمعات العسكرية على شارع “الشهيد أحمد فرحان” في المنطقة نفسها، ما عطّل أوامر الاقتحامات والتمركز عند مداخل المنطقة. وقد تحدّثت الأنباء اليوم عن حادثة أخرى طالت تجمّعاً للقوّات على مقربة من “قلعة” وزارة الدّاخليّة في البحرين.
